62

Guiding People of Understanding on the Innovation of Dividing Religion into Shell and Core

تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

Editorial

دار طيبة

Número de edición

العاشرة

Año de publicación

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Ubicación del editor

مكة المكرمة

Géneros

الخاتمة وهكذا أخي المسلم ينبغي أن نذب عن هدي رسول الله ﷺ الذي هو لباب كُلُّه لا قشور ولا نخالة فيه، ونقول: إنما القشور فيما خالف هديه، وإنما النخالة في المبتدعين الذين عظَّموا ما حقَّره، واستصغروا ما كبَّره، وأهدروا ما اعتبره، واعتبروا ما أهدره، ووضعوا ما رفعه، ورفعوا ما وضعه، وليكن لنا أسوةٌ في الأصحاب ﵃ أولي الألباب، الذين لم يعرفوا هذه البدعة المحدثة، ولم ينقسموا إلى أهل جوهر ولباب، وأهل قشور ونخالة، كما زعم أصحاب الجهالة: دخل عائذ بن عمرٍو -وكان من صالحي أصحاب النبي ﷺ - على الخبيث الجريء عبيد الله بن زياد، فقال: (إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: "شَرُّ الرِّعاء الحُطَمَةُ" (١) فإياك أن تكون منهم، فقال: اجلس إنما أنت من نُخَالَةِ (٢) أصحاب محمد ﷺ، قال: وهل كانت لهم -أو فيهم- نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم) (٣). وهذا آخر ما تيسر جمعه في هذا الباب، ونسأل الله تعالى العصمة من الزلل، والسدادَ في القول والعمل، وصلي الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. ...

(١) الحطمة: هو من يظلم الرعية، ولا يرحمهم، مبالغة الحاطم. (٢) النُّخَالَةُ: ما نُخِل من الدقيق. (٣) رواه مسلم في " الإمارة "، والإمام أحمد (٥/ ٦٤)، والبيهقي (٨/ ١٦١).

1 / 62