32

Guiding People of Understanding on the Innovation of Dividing Religion into Shell and Core

تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

Editorial

دار طيبة

Número de edición

العاشرة

Año de publicación

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Ubicación del editor

مكة المكرمة

Géneros

هرول في أثره حتى أخذ ثوبه فقال: " ارفع إزارك "، قال: فكشف الرجل عن ركبتيه، فقال: يا رسول الله إني أحنف، وتصْطكُّ ركبتاي، فقال رسول الله ﷺ: "كلُّ خَلْقِ الله ﷿ حَسَنٌ"، قال: ولم يُرَ ذلك الرجل إلا وإزاره إلى أنصاف ساقيه حتى مات) (١). عن عمرو بن فلان الأنصارى ﵁ قال: (بينما هو يمشى قد أسبل إزاره، إذ لحقه رسول الله ﷺ، وقد أخذ بناصية نفسه، وهو يقول: " اللهم عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أمَتِكَ " قال عمرو: فقلت: يا رسول الله إني رجل حَمِشُ الساقين، فقال: " يا عمرو إن الله ﷿ قد أَحْسَنَ كلَّ شيٍء خَلَقَهُ يا عمرو "، وضرب رسول الله ﷺ بأربع أصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو فقال: " يا عمرو هذا موضع الِإزار "، ثم رفعها، ثم وضعها تحت الثانية، فقال: " يا عمرو هذا موضع الِإزار ") (٢). وتأمل هذا الموقف من أمير المؤمنين عمر ﵁، وهو في سياق مصيبة الموت الذي هو أعظم حادث مما يمر على الجبلة: عن ابن مسعود ﵁ قال: دخل شاب على عمر -يعني بعد ما طُعِن- فجعل الشاب يثني عليه، قال: فرآه عمر يجر إزاره، قال: فقال له: " يا ابن أخي! ارفع إزارك فإنه أتقى لربك، وأنقى لثوبك "، قال: فكان

(١) رواه الإمام أحمد (٤/ ٣٩٠)، والحميدى (٨١٠)، والطحاوي في " مشكل الآثار " (٢/ ٢٨٧)، والطبراني في " الكبير " (٧/ ٣٧٧، ٣٧٨)، وقال في " المجمع ": (رجال أحمد رجال الصحيح) اهـ (٥/ ١٢٤). (٢) رواه الِإمام أحمد (٤/ ٢٠٠)، وحسَّنه الحافظ في " الإصابة " (٤/ ٧٠٤)، وروى نحوه الطبراني في " الكبير " (٨/ ٢٧٧) من حديث أبي أمامة ﵁، قال في " المجمع " (٥/ ١٢٤): (رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات) اهـ.

1 / 32