22

Guiding People of Understanding on the Innovation of Dividing Religion into Shell and Core

تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

Editorial

دار طيبة

Número de edición

العاشرة

Año de publicación

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Ubicación del editor

مكة المكرمة

Géneros

عَقَلْنا عنه، ثم خرج يومًا فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلًا باديًا صدرُه من الصف، فقال: " عبادَ الله! لَتُسَوُّنَّ صفوفَكم، أو ليخالِفَنَّ الله بين وجوهكم ") وفي روارة: " قلوبكم " (١) فأشار ﷺ إلى أن الاختلاف في الظاهر ولو في تسوية الصف مما يوصل إلى اختلاف القلوب، فدل على أن للظاهر تأثيرًا في الباطن، ولذلك كان النبي ﷺ ينهي عن التفرق حتى في جلوس الجماعة، فقد قال جابر بن سمرة ﵁: (خرج علينا رسول الله ﷺ فرآنا حِلَقًا، فقال: " ما لي أراكم عِزِين؟ " (٢». وعن أبي ثعلبة الخشني ﵁ قال: (كان الناس إذا نزلوا منزلًا تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله ﷺ: " إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان "، فلم ينزلوا بعد ذلك منزلًا إلا انضم بعضهم إلى بعض، حتى يقال: "لو بُسِطَ عليهم ثوب لَعَمَّهم" (٣».

(١) رواه البخاري (٢/ ١٧٣) في صلاة الجماعة: باب تسوية الصفوف عند الِإقامة، وكذا رواه مسلم -واللفظ له- رقم (٤٣٦) في الصلاة: باب تسوية الصفوف وإقامتها، وأبو داود رقم (٦٢٢، ٦٦٣) في الصلاة: باب تسوية الصفوف، والترمذي رقم (٢٢٧) في الصلاة: باب ما جاء في إقامة الصفوف، والنسائي (٢/ ٨٩) في الإمامة: باب كيف يقوم الإمام الصفوف؟ (٢) رواه مسلم رقم (٤٣٠) في الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة، وأبو داود -واللفظ له- رقم (٤٨٢٣) في الأدب، باب في التحلق، وكذا رواه الإمام أحمد (٥/ ٩٢، ٩٣، ١٠١، ١٠٧). ومعنى عزين: أى متفرقين، جماعة جماعة - ومعناه النهي عن التفرق والأمر بالاجتماع. (٣) أخرجه أبو داود رقم (٢٦٢٨) في الجهاد: باب ما يؤمر من انضمام العسكر، وابن حبان (١٦٦٤ - موارد)، والحاكم (٢/ ١١٥)، ومن طريقه البيهقي (٩/ ١٥٢)، والإمام أحمد (٤/ ١٩٣)، وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي.

1 / 22