169

الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

Editorial

مكتبة ابن تيمية

Número de edición

الأولى ١٤١٧ هـ

Año de publicación

١٩٩٨ م

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

المرأة التي صنعت للنبي ﷺ شاة، فأكل منها، ثم توضأ وصلى الظهر؛ ثم أكل منها، وصلى العصر ولم يتوضأ؛ فيحتمل أن تكون هذه القصة وقعت قبل الأمر بالوضوء مما مست النار، وأن
الوضوء لصلاة الظهر كان عن حدث، لا بسبب الأكل من الشاة".
قلت: وقد جاءت رواية لهذا الحديث، تنص على أن وضوء النبي ﷺ لصلاة الظهر كان بسبب الحدث، إلا أن في إسنادها نظرًا.
فقد رواه: أحمد في "المسند" (٣/٣٧٤-٣٧٥) من طريق محمد بن إسحاق، عن ابن عقيل، عن جابر، فذكره مطولًا، وفيه:
"فأُتي بغداء من خبز ولحم، قد صُنع له، فأكل رسول الله ﷺ، وأكل القوم معه. قال: ثم بال، ثم توضأ رسول الله ﷺ للظهر، وتوضأ القوم معه. قال: ثم صلى بهم الظهر ... " - وذكر الحديث.
وبالله التوفيق.
مثال آخر:
قال البخاري (١):
"طلحة بن يحيى؛ منكر الحديث؛ يروي عن عروة، عن عائشة - مرفوعًا ـ: "الغسل يوم الجمعة واجب"؛ والمعروف عن عروة وعمرة، عن عائشة: كان الناس عمال أنفسهم، فقيل لهم: "لو اغتسلتم".
فلعل طلحة بن يحيى هذا، فهم من قوله: "لو اغتسلتم" الوجوب، فرواه بلفظ: "واجب"، بحسب فهمه؛ وإلا فاللفظ الصحيح لا

(١) "الكامل" (٤/١٤٣١) .

1 / 175