Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons
دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ
Géneros
فقد كان ﵌ يركب الحمار ويخصف النعل ويرفَع القميص ويلبس الصوف ويقول: «مَنْ رَغِبَ عَنْ ُسنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي». (حسن رواه ابن عساكر). (خَصَفَ النعْلَ: خاطَهُ بالِمخْرَز).
د - تواضع النبي ﵌ مع أهله: أخي المسلم تأمل في هذه الأحاديث:
سُئِلَتْ عَائِشَةَ ﵂:مَا كَانَ النَّبِيُّ ﵌ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ» (رواه البخاري).
(فِي مَهْنَةِ أَهْله) قَدْ فَسَّرَهَا فِي الْحَدِيث بِالْخِدْمَةِ، وَهِيَ مِنْ تَفْسِير آدَم بْن أَبِي إِيَاس شَيْخ البخاري. وَقَدْ وَقَعَ مُفَسَّرًا فِي (الشَّمَائِل) لِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ طَرِيق عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَة بِلَفْظِ: «مَا كَانَ إِلَّا بَشَرًا مِنْ الْبَشَر: يُفَلِّي ثَوْبه، وَيَحْلُبُ شَاتَه، وَيَخْدُم نَفْسه» (صحيح).
وَفِي الحديث التَّرْغِيب فِي التَّوَاضُع وَتَرْك التَّكَبُّر وَخِدْمَة الرَّجُل أَهْله.
وعَنْ عُرْوَةَ بن الزبير قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَائِشَةَ ﵂ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﵌ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: «نَعَمْ، كَانَ رَسُولُ اللهِ ﵌ يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ» (صحيح رواه الإمام أحمد).
وقِيلَ لِعَائِشَةَ ﵂:مَا كَانَ النَّبِيُّ ﵌ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَمَا يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيُرَقِّعُ ثَوْبَهُ» (إسناده صحيح رواه الإمام أحمد).
ماذا يقال عمن يفعل مثل هذا اليوم؟ محكوم للمرأة!! ولكنه النور الذي جعله الله ﷿ في قلب رسول الله ﵌ فظهر في سلوكه وفعاله وتواضعه وخدمة أهله. وبه كانت تسمو نفسه ﵌ وتعلو، فليقل السفهاء ما يحلو لهم أن يقولوا.
ولم يكن رسول الله ﵌ يفعل هذا من فراغ في وقته ولكنه كان يحقق العبودية لله سبحانه بجميع أنواعها وأشكالها وصورها.
•
1 / 145