Greatness of the Quran and its Impact on Souls in Light of the Book and Sunnah

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
59

Greatness of the Quran and its Impact on Souls in Light of the Book and Sunnah

عظمة القرآن وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب والسنة

Editorial

مطبعة سفير

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

المبحث الحادي عشر: وجوب العمل بالقرآن وبيان فضله العمل بالقرآن هو الغاية الكبرى من إنزاله؛ لقول الله ﷿: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَاب﴾ (١)، وهذا العمل: هو التلاوة الحكمية للقرآن (٢). فالعمل بالقرآن: هو تصديق أخباره، واتباع أحكامه: بفعل جميع ما أمر الله به فيه، وترك جميع ما نهى الله عنه: ابتغاء مرضاة الله، وخوفًا من عقابه، وطمعًا في ثوابه؛ ولهذا سار السلف الصالح على ذلك ﵃. فكانوا يتعلمون القرآن، ويصدقون به، وبأخباره، بجميع ما جاء فيه، ويطبقون أحكامه تطبيقًا، عن عقيدةٍ راسخةٍ. قال أبو عبد الرحمن السُّلمي ﵀: «حدثنا الذين كانوا يُقرئوننا القرآن: عثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود ﵄ وغيرهما: أنهم كانوا إذا تعلَّموا من النبي ﷺ عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا: القرآن والعمل جميعًا» (٣). وهذا النوع هو الذي عليه مدار السعادة والشقاوة، قال الله تعالى:

(١) سورة ص، الآية: ٢٩. (٢) تقدم أن تلاوة كتاب الله على نوعين: النوع الأول: تلاوة لفظية، وتقدمت في أوائل هذا المبحث. النوع الثاني: تلاوة حكمية، وهي تصديق أخباره، واتباع أحكامه، وهو هذا. (٣) أثر صحيح: رواه ابن جرير بلفظه في تفسيره، ١/ ٨٠ [طبعة أحمد شاكر]، وقال الشيخ أحمد شاكر: «هذا إسناد صحيح متصل».

1 / 61