الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
16

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

Editorial

مطبعة سفير

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

المبحث الخامس: الجود والكرم الجود والكرم خُلقٌ عظيم وهو على عشر مراتب على النحو الآتي: ١ - الجود بالنفس وهو أَعْلى مراتب الجود. ٢ - الجود بالرياسة، فيحمل الجواد جوده على الجود برياسته والإيثار في قضاء حاجات الناس. ٣ - الجود براحته، فيجود بها تعبًا في مصلحة غيره. ٤ - الجود بالعلم وبذله وهو من أعلى مراتب الجود، وهو أفضل من المال. ٥ - الجود بالنفع بالجاه كالشفاعة وغيرها. ٦ - الجود بنفع البدن على اختلاف أنواعه، فكل يوم تعدل فيه بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فترفع متاعه عليها أو تحمله عليها صدقة، والكلمة الطيبة صدقة. ٧ - الجود بالعرض، كمن يعفو عمن اغتابه، أو سبّه، ونال من عرضه، كما فعل أبو ضمضم (١). ٨ - الجود بالصبر، والاحتمال، وكظم الغيظ، وهذا أنفع من الجود بالمال. ٩ - الجود بالخلق الحسن، والبشاشة، والبسطة، وهو فوق الجود بالصبر. ١٠ - الجود بترك ما في أيدي الناس عليهم فلا يلتفت إليه. ولكل مرتبة من الجود مزيد وتأثير خاص في القلب، واللَّه سبحانه

(١) روى أبو داود، ٤/ ٤٢٣، برقم ٤٨٨٦ مرسلًا: عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ أَبِي ضَيْغَمٍ أَوْ ضَمْضَمٍ - شَكَّ ابْنُ عُبَيْدٍ- كَانَ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي عَلَى عِبَادِكَ. وقال الألباني في إرواء الغليل، ٨/ ٤٢: «وإسناده صحيح إلى قتادة».

1 / 17