الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
145

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

Editorial

مطبعة سفير

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

المبحث الثاني والعشرون: الرحمة وسأقتصر في هذا المبحث على رحمة النبي؛ لأنها جامعة مانعة: أولًا: عموم رحمته ﷺ للإنس والجن، والمؤمنين والكافرين والحيوان: قال اللَّه تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (١)، فالمؤمنون به ﷺ قبلوا هذه الرحمة، وشكروها، وغيرهم كفرها، وبدَّلوا نعمة اللَّه كفرًا، وأبوا رحمة اللَّه ونعمته (٢). قال ابن عباس ﵄: «من آمن باللَّه واليوم الآخر كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن باللَّه ورسوله عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف» (٣). قال الإمام الطبري ﵀: «أولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي رُوي عن ابن عباس: وهو أن اللَّه أرسل نبيه محمدًا ﷺ رحمة لجميع العالم: مؤمنهم وكافرهم، فأما مؤمنهم فإن اللَّه هداه به وأدخله بالإيمان به وبالعمل بما جاء به من عند اللَّه الجنة، وأما كافرهم فإنه دفع به عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذبة رسلها من قبله» (٤). ومما يدل على أن رحمة النبي ﷺ عامة للعالم؛ حديث أبي هريرة ﵁ قال: قيل: يا رسول اللَّه! ادعُ على المشركين، قال: «إني لم أُبعث

(١) سورة الأنبياء، الآية: ١٠٧. (٢) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان، للسعدي، ص٥٣٢. (٣) أخرجه الطبري في تفسيره جامع البيان، ١٨/ ٥٥٢. (٤) جامع البيان للطبري، ١٨/ ٥٥٢.

1 / 146