الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
130

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

Editorial

مطبعة سفير

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

بلطف القول والفعل لاسيما إذا احتيج إلى تألفّه ونحو ذلك (١). وقد قال اللَّه تعالى لموسى وهارون: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ (٢)، ومعنى: ﴿فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا﴾: يقول: دارياه وارفقا به (٣)، وقد استدل بهذه الآية المأمون عندما عنّفه واعظ وشدّد عليه القول، فقال: يا رجل ارفق، فقد بعث اللَّه من هو خير منك إلى من هو شر مني وأمره بالرفق، فقال: ﴿فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ (٤)، ويؤيد ذلك قوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّه لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ (٥). ولهذا قال القائل: وإذا عجزت عن العدوِّ فداره ... وامزح له إن المزاحَ وفاقُ فالنارُ بالماء الذي هو ضدُّها ... تُعطي النِّضاح وطبعُها الإحراقُ فظهر مما تقدم: ١ - أن الرفق واللين: لين الجانب بالقول، والفعل، والأخذ بالأسهل والأيسر، وحسن الخلق، وكثرة الاحتمال، وعدم الإسراع بالغضب والتعنيف والشدة والخشونة.

(١) فتح الباري، ١٠/ ٥٢٨. (٢) سورة طه، الآيتان: ٤٣ - ٤٤. (٣) تفسير البغوي، ٣/ ٢١٩. (٤) انظر: إحياء علوم الدين للغزالي، ٢/ ٣٣٤. وانظر: الرفق واللين للدكتور فضل إلهي، ص١٢. (٥) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩.

1 / 131