Gurar de las características claras y ʿurar de los defectos evidentes

al-Watwat d. 718 AH
149

Gurar de las características claras y ʿurar de los defectos evidentes

غرر الخصائص الواضحة و عرر النقائص الفاضحة

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

لا تشتر العبد إلا والعصا معه ... إنّ العيد لأنحاس مناكيد من علم الأسود المخصيّ مكرمة ... أقومه البيض أم آباؤه الصيد أم أذنه في يد النخاس دامية ... أم قدره وهو بالفلسين مردود أولي اللئام كفا بغير مقدرة ... فلا جميل ولا عفو ولا جود وذاك أنّ الفحول البيض عاجزة ... عن الجميل فكيف الخصية السود قبح الله الشعراء ما أقل حفاظهم وأكثر ما تتفاوت بالكذب في المدح والذم ألفاظهم يقول هذا بعد أن قال فيه وقد وصف خيلًا أركبها إليه فجاءت بنا انسان عين زمانه ... وخلت بياضًا خلفها ومآقيا قواصد كافور توارك غيره ... ومن قصد البحر استقلّ السواقيا لقد باع من الوفاء علقًا خطيرًا واعتاض من الطمع شيأً يسيرًا وحال بينه وبين العهد الوفاء وكان يضايق نفسه في اختيار المتاع ويسامحها في اختيار المبتاع ويخلع خلعة تساوي بدرة على عرض يساوي نقرة ويرف كريمة من كرائم شعره إلى من لم تقم عنه كريمة ولم يعرف له قيمة لو رأى الطمع في بحر النار لدخله ولو أتاه الدرهم من دبر كلب لأخذه وما غسله فلا جرم إن الناس كما استحسنوا قوله استقبحوا فعله وكما أعجبوا بشعره تعجبوا من غدره يشكر ثم يشكو ويمدح ثم يهجو ويشهد ثم يجرح شهادته ويعطي ثم يسترجع عطيته فكم حر سلبه لخاءه وكم عرض جرد عنه كساءه ومن صحفة أكل منها ثم شرق فيها ومن طوية زهدها ثم عكف عليها وصف بعضهم الخصيان مادحًا لهم فقال هم الأمناء على الحرم البعداء عن التهم ولهم التظرف والتلطف والوقار وقلة الضحك وهم طراز الملك وجمال الدول وعنوان النعم وكثيرًا ما أدبوا أولاد الملوك وهذبوهم وعرفوهم طريق السياسات ودربوهم والحاكة يقال الحمق عشرة أجزاء تسعة منها في الحاكة وواحد في سائر الناس وقالوا لو أن للحائك قرنًا لنطح به وسأل رجل الأعمش عن

1 / 159