Gurar de las características claras y ʿurar de los defectos evidentes

al-Watwat d. 718 AH
145

Gurar de las características claras y ʿurar de los defectos evidentes

غرر الخصائص الواضحة و عرر النقائص الفاضحة

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

لأجالس الأحمق ساعة فأتبين ذلك في عقلي وقال لقمان لابنه لا تعاشر الأحمق وإن كان ذا جمال فإنه كالسيف حسن مخبره قبيح أثره وقال الجاحظ لا تجالس الحمقى فإنه يعلق بك من مجالستهم يومًا من الفساد ما لا يعلق بك من مجالسة العقلاء دهرًا من الصلاح فإن الفساد أشد التحامًا بالطبائع وقال بزرجمهر مقاساة الأحمق عذاب الروح وقال مسلم بن قتيبة لا تطلب حاجتك إلى أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك فسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه وموته خير من حياته وقالوا العاقل مرجو خيره على كل حال والأحمق مخوف شره على كل حال وقالوا صحبة العاقل في لجج البحار وأهوال القفار ألذ من صحبة الجاهل بين جنات وأنهار وألوان أطعمة وثمار وقالوا صحبة الأحمق غدر ومجاورته خطر والبعد عنه ظفر وقال الحسن بن علي بن أبي طالب ﵁ هجران الأحمق قربة إلى الله تعالى وقال ابن المعتز إن الأحمق ضال مضل إن أونس تكبر وإن أوحش تكدر وإن استنطق تجلف وإن ترك تكلف مجالسته تضر وموالاته تغر ومقارنته شقاء ومفارقته شفاء وقال علي بن بسام لا تيأسنّ من اللبيب وإن جفا ... واقطع حبالك من حبال الأحمق فعداوة من عاقل متجمل ... أولى وأسلم من صداقة أخرق وقالت الحكماء العاقل يضل عقله عند مجاورة الأحمق وقالوا مثل الأحمق كالثوب الخلق إن رفأته من موضع تخرق من موضع آخر وقال مسكين الدارمي اتق الأحمق لا تصحبه ... إنما الأحمق كالثوب الخلق كلما رقعت منه جانبًا ... حركته الريح وهنا فانخرق أو كصدع في زجاج فاسد ... هل ترى صدع زجاج يرتتق وإذا عاتبته كي يرعوي ... زاد جهلًا وتمادى في الحمق وقالوا الأحمق كالرمل المنهار كلما قومت منه جانبًا إنهار عليك جانب آخر

1 / 155