ذروة الكمال قال إذا اتقى من خلقه وجاد بما رزقه واختار من القول أصدقه وحسن في كل الأحوال خلقه فذاك الذي أنهج إلى الكمال طرقه ويقال إن في التوراة يقول الله تعالى يا موسى ليكن وجهك بسامًا وكلامك لينًا تكن أحب إلى الناس وإلي ممن يعطيهم الذهب والفضة وقال ابن الرومي
له محيا جميل يستدلّ به ... على جميل وللبطنان ظهران
وقلّ من أضمرت خيرًا طويته ... إلا وفي وجهه للخير عنوان
وما أصدق قول القائل
وما اكتسب المحامد طالبوها ... بمثل البشر والوجه الطليق
وفي بعض الآثار المروية عن ابن عباس أن موسى ﵇ قال يا رب أمهلت فرعون أربعمائة سنة يكذب رسلك ويجحد آياتك فأوحى الله إليه إنه كان حسن الخلق سهل الحجاب فأحببت أن أكافئه
وعلى ذكر الحجاب وإن لم يكن من الباب
كانت العرب تقول ما شيء أضيع للمملكة وأهلك للرعية من شدة الحجاب للولي ولا أهيب للرعية والعمال من سهولة الحجاب لأن الرعية إذا وثقت من الولاة بسهولة الحجاب أحجمت عن الظلم وإذا وثقت بشدة الحجاب تهجمت على الظلم وركب القوي الضعيف فخير خلال الولاة سهولة الحجاب
وصف أخلاق أهل الوفاق
فلان خلقه كنسيم الأسحار على صفحات الأنوار أخلاق قد جمعت الحرية أطرافها وفرشت المروأة أكنافها أخلاق تجمع الأهواء المتفرقة على محبته وتؤلف الآراء المشتتة في مودته أخلاق هي المسك لولا فأرته والورد
1 / 22