176

Ghurar Akhbar

غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)

Géneros

بنعمته، المعبود بقدرته، المرهوب من عذابه، المرغوب فيما عنده (1)، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميزهم بأحكامه، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله).

ثم إن الله تعالى جعل المصاهرة نسبا حقا، وأمرا مفترضا، وشج به الأرحام، وألزمها الأنام، فقال تبارك وتعالى: (هو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) (2)، وأمر الله يجري في قضائه، ولكل قضاء قدر، ولكل قدر أجل (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (3).

ثم إن ربي أمرني أن أزوج فاطمة من علي وقد زوجتها إياه (4) على أربعمائة مثقال من فضة إن رضي بذلك علي».

وكان النبي قد بعث عليا (عليه السلام) في حاجة، ثم إنه (عليه السلام) دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا ثم انتهبوا، فبينما نحن ننهب إذ دخل (5) علي، فتبسم النبي (صلى الله عليه وآله) في وجهه، وقال: «يا علي، إن ربي جل وعز أمرني أن أزوجك بفاطمة، وقد زوجتك إياها على أربعمائة مثقال من فضة إن رضيت»، فقال علي (عليه السلام): «رضيت يا رسول الله»، ثم إن عليا خر ساجدا لله تعالى شكرا على إنعامه، فلما رفع رأسه، قال النبي (صلى الله عليه وآله):

«بارك الله لكما وعليكما، كما بارك فيكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الزكي

Página 210