341

La Riqueza para los Buscadores del Camino de la Verdad de Dios Todopoderoso

الغنية لطالبي طريق الحق

Editor

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

Géneros

وروى الأصمعى قال أبو عمرو: إنما سمى رمضان لأنه رمضت فيه الفصال من الحر.
وقال غيره: لأن الحجارة كانت ترمض فيه من الحرارة، والرمضاء: الحجارة المحماة.
وقيل: سمى بذلك لأنه يرمض الذنوب: أي يحرقها، وهو مروى عن النبي ﷺ".
وقيل: إن القلوب تأخذ من الحرارة الموعظة والفكرة في أمر الآخرة كما يأخذ الرمل والحجارة من حر الشمس.
وقال الخليل: مأخذه من الرمض، وهو مطر يأتي في الخريف، فسمى هذا الشهر رمضان لأنه يغسل الأبدان من الآثام غسلًا، ويطهر القلوب تطهيرًا.
فصل في قوله ﷿: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن﴾ [البقرة: ١٨٥]
روى أن عطية بن الأسود سأل ابن عباس ﵄ -فقال: إنه وقع الشك في قوله تعالى: ﴿إنا أنزلنا في ليلة مباركة﴾ [الدخان: ٣] وقد نزل القرآن في سائر الشهور.
وقال الله تعلى: ﴿وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث﴾ [الإسراء: ١٠٦] ﴿وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة﴾ [الفرقان: ٣٢].
فقال ابن عباس: نزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا، ثم نزل به جبريل ﵇ -على محمد ﷺ -نجومًا نجومًا في ثلاث وعشرين سنة، وذلك قول الله ﷿: ﴿فلا أقسم بمواقع النجوم﴾ [الواقعة: ٧٥].
وقال داود بن أبى هند: قلت للشعبي: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أما كان ينزل عليه، ﵇ -في سائر السنة؟ قال: بلى، ولكن جبريل ﵇ -كان يعارض محمدًا ﷺ -في رمضان بما أنزل الله، فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء وينسيه ما يشاء.
عن شهاب بن طارق عن أبى ذر الغفاري ﵁ -عم النبي ﷺ -قال: "أنزلت صحف إبراهيم في ثلاث ليال مضين من شهر رمضان، وأنزلت توراة موسى -عليه

2 / 8