119

La Riqueza para los Buscadores del Camino de la Verdad de Dios Todopoderoso

الغنية لطالبي طريق الحق

Investigador

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

Géneros

(فصل) ونعتقد أن القرآن حروف مفهومة وأصوات مسموعة. لأن بها يصير الأخرس والساكت متكلمًا وناطقًا، وكلام الله ﷿ لا ينفك عن ذلك، فمن جحد ذلك الكتاب فقد كابر حسه، وعميت بصيرته، قال الله ﷿: ﴿ألم * ذلك الكتاب﴾ [البقرة: ١ - ٢]، ﴿حم﴾، ﴿طسم * تلك آيات الكتاب﴾ [القصص: ١ - ٢]، فقد ذكر حروفًا وكنى عنها بالكتاب، وقال تعالى: ﴿ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله﴾ [لقمان: ٢٧]. فأثبت لنفسه كلمات متعددة غير متناهية الأعداد، وكذلك قوله: ﴿قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله ممددًا﴾ [الكهف: ١٠٩]. وقال النبي- ﷺ: «إقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: ﴿الم﴾ حرف، ولكن الألف عشر، واللام عشر، والميم عشر، فذلك ثلاثون﴾. وقال النبي- ﷺ: «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف». وقال تعالى في حق موسى ﵇: ﴿وإذ نادى ربك موسى﴾ [الشعراء: ١٠]، ﴿وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيًا﴾ [مريم: ٥٢]. وقال تعالى لموسى ﵇: ﴿إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني﴾ [طه: ١٤]. كل هذا لا يكون إلا صوتًا، ولا يجوز أن يكون هذا النداء وهذا الاسم والصفة إلا لله ﷿، دون غيره من الملائكة وسائر المخلوقات. وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال النبي- ﷺ: «إذا كان يوم القيامة، يأتي الله ﷿ في ظلل من الغمام، فيتكلم بكلام طلق ذلق، فيقول- وهو أصدق القائلين-: انصتوا فطالما أنصت لكم، منذ خلقتكم، أرى أعمالكم، وأسمع أقوالكم، فإنما هي صحائفكم، تقرأ عليكم، فمن وجد خيرًا فليحمد الله ﷾، ومن وجد غير

1 / 130