67
عليه حدرا، ثم قال: إذا كان غلاما فاحدروه حدرا، وإذا كان جارية فاغسلوه غسلا.
عبد الله بن عباس
ابن عبد المطلب بن هاشم الصحابي ابن الصحابي المكي ابن عم رسول الله، وهو أكبر أولاده، وأمه لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية، وكان يقال لابن عباس: حجر الأمة والبحر؛ لكثرة علمه، دعا له رسول الله بالحكمة وحنكه بريقه حين ولد وهم في الشعب،
68
قال ابن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس، وعاش ابن عباس بعد ابن مسعود نحو خمس وثلاثين سنة تشد إليه الرحال ويقصد من جميع الأقطار، ومشهور في الصحيحين تعظيم عمر بن الخطاب لابن عباس واعتداده به وتقديمه مع حداثة سنه، وعاش بعده ابن عباس نحو سبع وأربعين سنة يقصد ويستفتى ويعتمد، وهو أحد العبادلة
69
الأربعة: ابن عمر وابن عباس وابن عمرو بن العاص وابن الزبير، وكان ابن عباس أحد الستة من الصحابة الذين هم أكثرهم رواية عن رسول الله، وهم: أبو هريرة وابن عمر وجابر وابن عباس وأنس وعائشة، رضي الله عنهم أجمعين، وابن عباس أكثر الصحابة فتوى، روى عن النبي، وروى عنه خلائق لا يحصون من التابعين.
ولد ابن عباس عام الشعب في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، فتوفي رسول الله وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وقيل: ابن خمس عشرة سنة، وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين، وقيل: سنة سبعين، وصلى عليه محمد بن الحنفية، وقال: اليوم مات رباني هذه الأمة، وكان قد كف بصره في آخر عمره ، وكذلك العباس وجده عبد المطلب، واستعمله علي بن أبي طالب على البصرة، ثم فارقها قبل علي وعاد إلى الحجاز، قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: ما رأيت أحدا أعلم من ابن عباس بما سبقه من حديث رسول الله وبقضاء أبي بكر وعمر وعثمان، ولا أفقه منه ولا أعلم بتفسير القرآن وبالعربية والشعر والحساب والفرائض، وكان يجلس يوما للتأويل ويوما للفقه ويوما للمغازي
70
Página desconocida