رودولف :
فصلا لمشاجرة لا تذكر دعوته إلى البرية وذبحته، كان الدوق محبوبا من الأشراف والأسر النبيلة فطالبوا بدمه، وإجابة لطلبهم زجني الإمبراطور في سجن فينا وحكم علي بالموت، ودنت الساعة الهائلة فخدعت حراسي وفررت إلى إيطاليا، وهناك عشت سنوات عديدة في الآثام، وبعد أن قضيت زمانا خائفا من العدالة عدت فأخفتها بدوري، حصنت هذا الكهف واستوطنته مع بعض اللصوص الذين ازداد عددهم مع الأيام، وأضمرت للأمراء بغضا لا تخمد ناره، فنهبت أراضيهم وحرقت قصورهم واختلست أموالهم وهدرت دماءهم. ومع ذلك لا تظن أنني كنت سعيدا مسرورا في كهفي هذا، حاولت أن أخنق صوت ضميري ولكن عبثا، فضميري وحده كان الآخذ بثأر جرائمي، إن لعنة السماء قد ثقلت علي، أنظر إلى هذا الجبين فيخيل إلي أن عليه وسمة بحديد محمى، آه ليتني أقدر أن أتوكل على الله، ولكنه لا يقبل صلاة اللصوص.
الكونت :
الرجاء يا فرنسيسكو الرجاء، فالندامة تقدسك.
رودولف :
هيهات أن تمحو الندامة عشرين عاما من الآثام، إنني أترك حرفة اللصوصية ولكنني في الوقت عينه أترك الحياة.
الكونت :
ماذا تقول يا فرنسيسكو؟!
رودولف :
إلى الآن لم يزل اسمي سرا من الأسرار، فالكونت لنسفلد قد تنكر تحت اسم اللص رودولف، فمن الآن فصاعدا لا يكون كذلك، إنهم يعرفون أنني أخوك، وإذا بقيت حيا لطخت اسمك واسم بنيك بالعار.
Página desconocida