286

Ghazwah of Mu'tah and the Northern Saraya and Prophetic Missions

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

Editorial

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

المبحث السادس: حزن النَّبِيِّ ﷺ وأصحابه على قتلى مؤتة:
وهكذا دافع النَّبيّ ﷺ عن خالد وأصحابه، وكرَّمهم في أكثر من مناسبة، ولكنَّه مع ذلك قد وَجِدَ على مَن استشهد منهم، فكما رأينا سابقًا كيف وَصَفَ للنَّاس حادث استشهادهم، وعيناه تذرفان بأبي هو وأُمِّي، - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.
كذلك تُحَدِّثنا أُم المؤمنين، أم عبد الله، عائشة - رضي الله تعالى عنها - فتقول:
[٩١] "لَمَّا جاء قتل زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، ﵃، جلس رسول الله ﷺ يُعْرَفُ فيه الحُزْن، قالت عائشة: وأنا أطَّلِع من صائر الباب - تعني مِن شِقّ الباب - فأتاه رجل، فقال: إي رسول الله! إنَّ نساء جعفر١.. وذكر بكاءهُنَّ، فأمره أن ينهاهُنَّ ... "٢.
ثُمَّ إنَّ رسولَ الله ﷺ أمر أهله، فقال:
[٩٢] "اصنعوا لأهل جعفر طعامًا فإنَّهم قد جاءهم ما يشغلهم"٣.

١ قال ابن حجر (فتح ٧/٥١٤): يُحتمل أنه يريد زوجاته، ويحتمل أن يريد من يُنسب إليه من النساء في الجملة. وهذا الثاني هو المعتمد، لأنا لا نعرف لجعفر زوجة غير أسماء بنت عميس.
٢ أخرجه البخاري (الصحيح ٥/٨٧) .
٣ أخرج أبو داود، (انظر: عون المعبود، حديث: ٣١١٦) .
والترمذي، (انظر: تحفة الأحوذي، حديث: ١٠٠٣) .
وابن ماجه، (السنن، حديث: ١٦١٠) .
والحاكم، (المستدرك ١/٥٢٧) .
والدارقطني، (٢/٧٨-٧٩) .
والبيهقي، (السنن ٤/٦١) .
والطبراني، (المعجم ٢/١٠٨) .
جميعهم من حديث سفيان بن عيينة، عن جعفر بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن".
وذكر المنذري عن الترمذي أنه قال: "هذا حديث حسن صحيح".
قلت: ربما كان ذلك من اختلاف نسخ الترمذي. والله تعالى أعلم.
وصحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي. وصحّحه ابن السكن كما في التعليق المغني. (حاشية سنن الدارقطني ٢/٧٩) .

1 / 353