290

فقال قائل ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فتسألونه عن ذلك فيوضح (1) لكم الحق فيه فإنه الطريق إلى صاحب الأمر (عجل الله فرجه) فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلمت وأجابت إلى قوله فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته إن الله تعالى هو الذي خلق الأجسام وقسم الأرزاق لأنه ليس بجسم ولا حال في جسم ليس كمثله شيء وهو السميع العليم @HAD@ وأما

لمسألتهم وإعظاما لحقهم. (3)

وبهذا الإسناد عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال حدثني جماعة من بني نوبخت منهم أبو الحسن بن كثير النوبختي (4)(رحمه الله) وحدثتني به أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أنه حمل إلى أبي جعفر (5) رضي الله عنه في وقت من الأوقات ما ينفذه إلى صاحب الأمر(ع)من قم ونواحيها.

فلما وصل الرسول إلى بغداد ودخل إلى أبي جعفر وأوصل إليه ما دفع إليه وودعه وجاء لينصرف قال له أبو جعفر قد بقي شيء مما استودعته فأين هو فقال له الرجل لم يبق شيء يا سيدي في يدي إلا وقد سلمته فقال له أبو جعفر بلى قد بقي شيء فأرجع إلي ما معك وفتشه وتذكر ما دفع إليك.

فمضى الرجل فبقي أياما يتذكر ويبحث ويفكر فلم يذكر شيئا ولا أخبره

Página 294