ولا عجب فالسحر في وجهك العالي
على عدد الأنفاس ذكرك في فمي
وشخصك في قلبي وعهدك في بالي
أبات الليالي والشئون سواكب
على ما أقاسي من شجون وأهوال
على فرط أتواقي على عظم لوعتي
على طول أشواقي على سوء إقبالي
كذا يحكم العشق الظلوم بأهله
ويفتنهم فليحذر الرجل الخالي
فينبغي استعمال المحبة إذن على قدر الواجب وحسب الظروف التي تدعو إليها بدون زيادة ولا نقصان، أما ترى كيف أن الرئتين اللتين هما عضوا التنفس لا يتناولان من الهواء الذي به تقوم الحياة إلا ما يكفي لقيام هذه الحياة وما لا يؤثر عليهما ضررا بحيث لو عرضتا بأجمعهما إليه لفتك بهما وبكل الأعضاء عموما؛ فلمنع هذا الفتك الشديد تحفظتا منه ضمن حجاب متين وأخذتا تفتكان به رويدا رويدا.
Página desconocida