243

El objetivo de los deseos en la interpretación de las palabras divinas

غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني

Editor

محمد مصطفي كوكصو

(ذِكْرِ رَبِّهِ) عن عبادته؛ لأنَّ الغرض منها ذكر المعبود (يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا) أي: في عذاب. كقوله: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ) أو ضمن معنى يُدخِله. والصعد: مصدر صعد. وصف به؛ مبالغة في علوِّه على المعذب. كقوله: (تَطلِعُ عَلَى الْأَفْئدَة) وقرأ غير الكوفيين بالنون؛ مبالغة أي: موافقة (لَأَسْقَينَاهُمْ).
(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ ... (١٨) من الموحى إليه، ليس من كلام الجني. (فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) خطاب للجني. كأنه قيل: قل لمشركي مكة أوحي إليَّ كذا وأن أقول للجن كذا، وفي ضمن الحكاية إثبات الحكم للمشركين أيضًا. ويجوز أن يكون الخطاب للمشركين، أو عامًا للإنس والجن. وعن سيبويه والخليل: " ولأنَّ المساجد للَّه " (فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) والوجه فيه: أن يكون كلامًا مستطردًا عقيب وعيدِ المعرِضِ. وعن الحسن: المساجد: الأرض كلها؛ لقوله ﷺ: " جعلت لي الأرض مسجدًا ". وقيل: المسجد الحرام، لأنه قبلة

1 / 253