قال الشيخ أبو محمد عبد الغني بن سعيد: الرجل المستوهب هذه المرأة من النبي ﷺ، هو: خريم بن أوس -ابن عم عدي بن حاتم-. الحجة في ذلك:
٦٤- هي: ما دفعه إلي القاضي أبو الطاهر السدوسي في كتاب الفتوح للهيثم بن عدي، الذي سمعه من موسى بن زكريا التستري، عن ⦗١٨٣⦘ الصلت بن مسعود، عن الهيثم، ذكر أن مجاهدًا أنبأهم عن الشعبي، عن النبي ﷺ كان لا يسأله أحد شيئًا فيقول لا، وأنه قام إليه خريم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، وكان أهدى إليه هدية، فقال: يا رسول الله! إن فتح الله عليك الحيرة، فأعطني ابنة حيان بن بقيلة. قال: هي لك.
فلما قدم خالد بن الوليد في زمان أبي بكر ﵁، صالحوه على مئة ألف، على أن لا يهدم لهم قصرًا، ولا يقتل أحدًا، وأن يكونوا عيونه، وأن ينزلوا من مر من أصحابه.
فقام إليه خريم بن أوس، فقال: لا تدخل ابنة حيان في صلحك، فإني كنت قد سألتها رسول الله ﷺ فأعطانيها. قال: ومن يشهد لك؟ قال: فشهد له بشير بن سعد ومحمد بن ⦗١٨٤⦘ مسلمة الأنصاريان. فأمر خالد بن الوليد أهل الحيرة أن لا يدخلوها في صلحهم لذلك. فقالوا: فدعنا فلنرضه.
فقال: عندكم. فقالوا: نبتاعها منك، فإنها قد كبرت، وليست على ما عهدت في الشباب.
قال: فأعطوني. قالوا: احتكم. قال: أحتكم إلى ألف درهم، على أن لي منها نظرة.
فأجلسوا عجوزًا ليست بها. فقال: البائسة، قد عجزت بعدي. فأخذ ألف درهم. فلامه المسلمون على تقصيره. قال: ما كنت أرى أن الله ﷿ خلق عددًا أكثر من ألف.
1 / 182