ضوء الشمس في بيوت الدنيا وكانت فيكم ، فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟» (1) وفي الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنما مثل صاحب القرآن مثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت» (2). وفيهما عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن» (3). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يقال لصاحب القرآن أقرأ وراق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلك عند آخر آية تقرأ» (4). وفي الصحاح كلها عن عمر بن الخطاب رضياللهعنه قال : سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة ، فتربصت حتى سلم فلبيته بردائه فقلت : «من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : كذبت ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها على غير ما قرأت. فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أرسله اقرأ يا هشام» فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هكذا أنزلت». ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : «اقرأ يا عمر » فقرأت القراءة التي أقرأني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هكذا أنزلت ، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه».
إذا تقرر ذلك فنحن نذكر في الكتاب من القراآت السبع المنسوبة إلى القراء السبعة ، والأربع المنسوبة إلى الأئمة المختارين ، ونرى أن نفصل هاهنا أساميهم وأسامي رواتهم ليتعين ما نسب في أثناء التفسير إلى كل منهم والله ولي التوفيق.
** ذكر القراء السبعة وتسمية نقلتهم من الرواة وطرقهم من الثقات :
1 أبو عمرو زبان بن العلاء البصري. روى عن مجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير عن ابن عباس ، عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومات سنة أربع وخمسين ومائة. ورواته ثلاثة : أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي ، روى عنه أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري طريق أبي الزعراء ، عبد الرحمن بن عبدوس ، وأبو الفتح عامر بن صالح الموصلي
Página 9