Extrañezas del Exilio
غرائب الاغتراب ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب
Géneros
geografía
فلا ظل إلا في فسيح رحابها ...) وإن قلص الظل الذي في جنابها (
) فأين من الرمضاء في غيرها ظل (
أيعرف خفض العيش إلا بخفضها ... وفيض النمير العذب إلا بفيضها
لئن أجدبت يومًا فهل مثل روضها ...) وإن نضب الماء النمير بأرضها (
) فأي شراب في سواها لنا يحلو (
رعى الله ماضي عهدي المتقادم ... ببغداد في رغد من العيش ناعم
وفي الكرخ جاد الكرخ صوب الغمائم ...) ديار بها نيطت على تمائمي (
) قديمًا ولي فيها نما الفرع والأصل (
يكلفني عنها النوى فوق طاقتي ... فسكري بتذكاري لها وإفاقتي
منازل أحبابي ومنشأ علاقتي ...) بها سكني في ربعها الخصب ناقتي (
) بها جملي يرغو بها قيمتي تغلو (
تذكرت أحبابًا لأيام جمعها ... ولم يصدح البين المشت بصدعها
فآهًا على وصلي لها بعد قطعها ...) ألا ليت شعري هل أراني بربعها (
) مقيمًا وبالأحباب يجتمع الشمل (
عفا ربعها من رسمه وطلوله ... وأضحى هشيمًا روضها بمحو له
فيأهل يرويها الحيا بهموله ...) وهل روضها يخضر بعد ذبوله (
) ويهمي على أوراقه الويل والطل (
لقد شاقني منها كرام أماجد ... مشاهدهم للعالمين مقاصد
فهل أنا في تلك المقاعد قاعد ...) وهل أنا في يوم العروبة قاصد (
) لحضرة باز شأنه الفصل والوصل (
وهل أنا يومًا ظافر بمقاصدي ... فمكرم أحبابي ومكبت حاسدي
وأجري مع الأخوان مجرى عوائدي ...) وهل كل يوم ماسك كف والدي (
) أبو المصطفى ذو همة أبدًا تعلو (
وهل علماء طبق الأرض علمهم ... وحير أفهام البرية فهمهم
تقر بهم عيني وينجاب غمهم ...) وهل أدباء الجانبين يضمهم (
) وإياي طاق نقله الأدب الجزل (
فأغدو ولا كان التفرق لاقيًا ... وجوهًا عليها قد بللت المآقيا
بطاق رقي فيمن حواه المراقيا ...) وذلك طاق الشهم لا زال باقيا (
) له العقد في أرجائه وله الحبل (
وهل تريني مصبحًا كل منجب ... وخواض أغمار الخطوب مجرب
وكل فتى عذب الكلام مهدب ...) وهل تريني ذاهبًا بعد مغرب (
) لتكية شيخ العصر من جوره عدل (
بناها لا شياخ قرارة عزهم ... وصدرهم فيها ولاذ بحرزهم
وإن كان لم يفهم إشارة رمزهم ...) ففيها صدور لازموه لعجزهم (
) وما ظعنوا بالسير عنه وقد كلوا (
بلونا سواها بعد إصرام حبلها ... فكان من البلوى تعذر مثلها
ديار عرفنا بعدها كنه فضلها ...) سلام على تلك الديار وأهلها (
) فهم في فؤادي دائمًا أينما حلوا (
يروق لعيني أن تكون جلاءها ... وتشتاق نفسي أرضها وسماءها
ومن أين أسلو ماءها وهواءها ...) فوالله لا أسلو هواها وماءها (
) إذا كان قلبي عندها فمتى أسلو (
أحبتنا مني السلام عليكم ... إذا نشرت صحف الغرام لديكم
أحبتنا والدهر نسيء عنكم ...) أحبتنا هل من وصول إليكم (
) فقد تعبت بيني وبينكم الرسل (
تنائيت عنكم والهوى فيكم معي ... كأن لم أكن منكم بمرأىً ومسمع
وقد طال بعدي عن دياري وأربعي ...) الأهمة تزجي ووصل مرجعي (
) لديكم إذا شئتم بها اتصل الحبل (
أحبتنا أصبو إلى حسن قولكم ... وإن ذقت فيه المر من حلو عذلكم
أحن لمغناكم وسامي محلكم ...) وأني بناديكم على سوء فعلكم (
) أرى أبدًا عندي مرارته تحلو (
سألت إلهًا لم أخب بسؤاله ... بلوغ المنى من فضله ونواله
وأدعو دعاء العبد عند ابتهاله ...) وأسأل ربي بالنبي وآله (
) يسهل عودي نحوكم وله الفضل (
1 / 105