162

La Incursión Rápida para Rechazar la Vanguardia

الغارة السريعة لرد الطليعة

Géneros

وأما من جهة المكان فقد مر في ترجمة أبي العباس محمد بن يعقوب، أنه رحل إلى بغداد، وأفادوا أن صاعقة سكن بغداد، حيث قال الذهبي في ترجمته: الفارسي ثم البغدادي. فظهر أنه واحد، ولعل أبا العباس محمد بن يعقوب نسبه إلى هراة، لزيادة معرفته به، فنبه على ذلك بالنسبة للقرية التي هي أخص من النسبة إلى فارس، أو لعل السبب أن الأصم نيسابوري، وسمعه ببلده الأصلي قبل انتقاله إلى بغداد، فنسبه إلى هراة وهذا هو الأقرب، لأن الراوي عن الأصم هنا نيسابوري، وكذا في سند ابن المغازلي الآتي، وهذا السند من أبي العباس، وراه الذهبي في التذكرة ( ج 4 ص 28 ) في ترجمة السمرقندي الحسن بن أحمد بن محمد، بعد أن قال: قال السمعاني: لم يكن في زمانه في فنه مثله في الشرق والغرب، له كتاب بحر الأسانيد في صحاح الأسانيد، جمع فيه مائة ألف حديث، ثم قال الذهبي: أخبرنا إسحاق بن يحيى، أنا الحسن بن عباس، أنا عبد الواحد بن حمويه، أنا وجيه بن طاهر، أنا الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، أنا أبو طالب حمزة بن محمد الحافظ، أنا أبو صالح الكرابيسي، أنا صالح بن محمد، أنا أبو الصلت الهروي، أنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت عليا رضي الله عنه )). هذا الحديث صحيح، وأبو الصلت هو عبد السلام متهم. انتهى.

ورواه ابن المغازلي في المناقب ( ص 72 ) فقال: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الأصفهاني قدم علينا واسطا إملاء في جامعها، في شهر رمضان من سنة أربع وثلاثين وأربع مائة، أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي، حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا أبو معاوية ... إلخ السند والحديث بتمامه.

وأما السند الثاني عن أبي الصلت الذي رواه الحاكم من طريق ابن معين، وصالح بن محمد بن حبيب في القصة التي ذكر فيها قول محمد بن حبيب أنه - أي: أبو الصلت - يروي حديث الأعمش ... إلخ.

وقول ابن معين قد روى هذا ذاك الفيدي عن أبي معاوية، عن الأعمش، كما رواه أبو الصلت، فأول السند هذا قول الحاكم سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني إمام عصره، وكفى بهذا مدحا له، ودلالة على جلالته، وتوثيقا له.

وأما شيخه صالح بن محمد بن حبيب، فترجم له الذهبي في التذكرة ( ج 2 ص 194 ) فقال: جزرة الحافظ العلامة الثبت، شيخ ما وراء النهر أبو علي صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب الأسدي، مولاهم البغدادي، نزيل بخاري ... إلى أن قال: قال الدارقطني: كان ثقة، حافظا عارفا. ا ه-.

Página 162