Gandhi: La historia de mis experimentos con la verdad

Mahatma Gandhi d. 1450 AH
123

Gandhi: La historia de mis experimentos con la verdad

غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة

Géneros

وانضم إلينا كثير من التجار المحليين، ومن الجدير بالذكر انضمام السادة داود محمد ومحمد قسام قمر الدين وأدامجي مياخان وأيه كولاندافيلو بيلاي وسي لاشيرام ورانجاسامي بادياشي وعماد جيفا. علاوة على ذلك، انضم إلينا بالطبع بارسي روستومجي. ومن الكتبة الذين انضموا إلينا، السادة مانيكجي وجوشي ونارسينرام وغيرهم من العاملين لدى دادا عبد الله وشركائه وغيرها من الشركات الكبرى. ولقد فوجئوا جميعا عندما وجدوا أنفسهم يشاركون في الخدمة العامة، فدعوتهم للمشاركة فيها وكانت تجربة جديدة عليهم. وفي ظل النكبة التي تعرضت لها الجالية، زالت كل الفوارق بين الهنود من غني وفقير، وعظيم ووضيع، وسيد وخادم، وهندوسي ومسلم وبارسي ومسيحي وجوجراتي ومدراسي وسندي، وغيرها من الفوارق التي طالما شتتت شمل الهنود، فأصبح الجميع سواسية ويعملون كأبناء وخادمين للوطن.

اجتاز مشروع القانون، أو كاد أن يجتاز، مرحلة المناقشة الثانية بالمجلس، وقد استخدم عدم احتجاج الهنود على مشروع القانون الصارم في الكلمات التي تناولت المسألة دليلا على عدم أهليتهم للتصويت.

شرحت الوضع للحضور، وأول خطوة أقدمنا عليها كانت إرسال برقية إلى رئيس المجلس لطلب إرجاء أي مداولات تتعلق بمشروع القانون، وأرسلنا برقية إلى رئيس الوزراء، السيد جون روبنسون، وأخرى إلى السيد إسكومب بصفته صديق السيد دادا عبد الله. وجاء رد رئيس المجلس سريعا بأن المداولات بشأن مشروع القانون ستؤجل لمدة يومين، الأمر الذي أضفى على أنفسنا البهجة والسرور.

وضعنا صيغة العريضة التي ستقدم إلى المجلس التشريعي، وكان يجب تحرير ثلاث نسخ للمجلس وواحدة للصحافة، وجعلنا العريضة متاحة لجمع أكبر عدد من التوقيعات، وكان لا بد أن ينتهي كل ذلك العمل في ليلة واحدة، فأمضى المتطوعون ممن يعرفون اللغة الإنجليزية وغيرهم الليل بطوله في العمل. كتب النسخة الرئيسية من العريضة السيد آرثر، وهو رجل كبير السن معروف بحسن خطه في الكتابة، أما باقي النسخ فكتبها آخرون إملاء، وبهذا أصبح هناك خمس نسخ جاهزة في وقت واحد. وخرج التجار المتطوعون على عرباتهم أو العربات التي دفعوا ثمن إيجارها لجمع التوقيعات على العريضة، فأنجزت كل هذه المهام في وقت وجيز، وأرسلنا العريضة، التي نشرتها الصحف وأيدتها، والتي أثرت في أعضاء المجلس. وعند مناقشة العريضة في المجلس، تقدم المؤيدون للقانون بحجج واهية للرد على ما جاء في عريضة الاحتجاج، ومع ذلك كله، صدر القانون.

كنا نعلم جميعا أن إصدار القانون كان أمرا معدا مسبقا، لكن الثورة التي حدثت بثت روحا جديدة في أفراد الجالية، وجعلتهم يدركون أن الجالية الهندية هي كيان واحد لا يتجزأ، وأن من واجبهم الدفاع عن الحقوق السياسية للجالية بقدر واجبهم المتمثل في الدفاع عن حقوقها التجارية. كان اللورد ريبون وقتها يشغل منصب وزير المستعمرات، وكان من المقرر إرسال عريضة مطولة إليه، لكن المهمة لم تكن بهذه البساطة. انضم إلينا المتطوعون وقام كل منهم بعمله.

تعرضت للكثير من المشقة أثناء صياغتي لهذه العريضة، وقد قرأت كل ما كتب عن الموضوع، وكان دفاعي يرتكز على مبدأ وحجة، فقلت: إننا كنا نتمتع بحق التصويت في ناتال كما كنا نتمتع بنوع من حق التصويت في الهند، وإن من حقنا الاحتفاظ بذلك الحق نتيجة لأن عدد الهنود القادرين على استخدامه ضئيل للغاية.

تمكنا من جمع عشرة آلاف توقيع في أسبوعين، ولم يكن جمع مثل ذلك العدد من التوقيعات من جميع أرجاء الإقليم بالمهمة السهلة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار قلة خبرة المتطوعين في مجال العمل هذا، وكنا نختار المتطوعين المؤهلين بعناية لأننا قررنا ألا يوقع أحد على العريضة دون أن يفهم مضمونها كليا، وكانت القرى تقع على مسافات متباعدة، ولم يكن في وسعنا إنجاز المهمة إلا بتكريس المتطوعين جل جهدهم لإنجازها، وهذا ما حدث بالفعل، فقد أدى كل منهم عمله بحماسة. ويحضرني وأنا أسطر هذه الكلمات كل من السيد داود محمد والسيد روستومجي والسيد أدامجي مياخان وعماد جيفا، حيث يرجع الفضل إليهم في الحصول على أكبر عدد من التوقيعات. أخذ السيد داود يطوف بعربته طوال اليوم لجمع التوقيعات، وكان كل ذلك بدافع الحب، فلم يطالب أي منهم بأي مال ولو حتى المصروفات التي كانوا ينفقونها من أموالهم، وتحول بيت السيد دادا عبد الله فورا إلى مكتب عام ومقر للاجتماعات، حتى إن عددا من المتطوعين المتعلمين الذين ساعدوني وغيرهم كانوا يتناولون طعامهم هناك. وهكذا تحمل كل من ساعد في ذلك العمل جزءا كبيرا من المصروفات.

أخيرا قدمنا العريضة، وطبعنا ألف نسخة لتوزيعها، ولأول مرة أعطت هذه العريضة الشعب الهندي خلفية عن الأوضاع في ناتال، وأرسلت نسخا لجميع الصحف ووكلاء الدعاية الذين أعرفهم.

أيدت جريدة التايمز الهندية في مقالتها الافتتاحية المطالب الهندية بقوة، وأرسلت العريضة إلى الصحف ووكلاء الدعاية بإنجلترا ممن ينتمون إلى أحزاب مختلفة، وأيدت التايمز بلندن موقفنا، فبدأت تراودنا الآمال بأنه لن يصدق على القانون.

كان من المستحيل أن أترك ناتال في ذلك الوقت، فقد كان الأصدقاء الهنود يحيطون بي من كل جانب ويلحون علي للبقاء معهم بصورة دائمة، فعبرت لهم عن الصعاب التي أواجهها، وقررت ألا أعيش على النفقات العامة، وشعرت أنه من الضروري أن أحصل على منزل مستقل، ويجب أن يكون ذلك المنزل مناسبا ويقع في موقع ملائم. وكنت مقتنعا بأنني لن أستطيع أن أضيف إلى الجالية إلا إذا عشت في المستوى الذي يعيش فيه المحامون عادة. وبدا لي أنه لن يمكنني إدارة مثل هذا البيت بما يقل عن 300 جنيه إسترليني في السنة. وهكذا رهنت إقامتي بجنوب أفريقيا بضمان أعضاء الجالية عملا قانونيا يغطي مثل ذلك المبلغ على الأقل، وأخبرتهم بالأمر.

Página desconocida