Gandhi: La historia de mis experimentos con la verdad

Mahatma Gandhi d. 1450 AH
115

Gandhi: La historia de mis experimentos con la verdad

غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة

Géneros

شعورك وأنت «قولي»

المقام هنا لا يسمح بذكر وصف كامل لأحوال الهنود في الترانسفال ودولة أورانج الحرة، وأقترح على من يرغب في الحصول على فكرة كاملة عن تلك الأحوال أن يطلع على كتابي «الساتياجراها في جنوب أفريقيا».

1

على كل حال، أرى أن من الضروري إعطاء لمحة عن أحوال الهنود تلك.

كان الهنود في دولة أورانج الحرة محرومين من جميع حقوقهم بموجب قانون خاص صدر عام 1888م وربما قبل ذلك، فعلى من يرغب من الهنود في الإقامة بها، أن يعمل نادلا في الفنادق أو خادما فحسب، وكان يمنع التجار من مزاولة نشاطهم مقابل حصولهم على تعويضات ضئيلة، وقد قدموا شكاوى وعرائض دون جدوى.

صدر قانون صارم للغاية في الترانسفال في عام 1885م، وأضيفت تعديلات طفيفة عليه عام 1886م. وقد نص القانون المعدل على فرض ضريبة مقدارها 3 جنيهات إسترلينية كرسم دخول إلى الترانسفال، ولا يجوز للهنود تملك الأراضي إلا في بعض الأجزاء المخصصة لهم، ولكن في حقيقة الأمر لم يكن تملكهم لهذه الأجزاء ملكية حقيقية لعدم تمتعهم بحق الامتياز. وكانت كل هذه الأحكام مفروضة بموجب القانون الخاص بالآسيويين، الذين كانوا يخضعون أيضا إلى قوانين الملونين، وكانت قوانين الملونين هذه تمنع سير الهنود على الطرق المخصصة للمشاة أو الخروج من منازلهم بعد التاسعة مساء دون تصريح، وكان تطبيق حكم منع الخروج من المنازل بعد التاسعة مساء مرنا فيما يتعلق بالهنود، فالهنود من «العرب» كانوا يستثنون من ذلك الحكم على سبيل المجاملة، وهكذا كان الاستثناء يتوقف على أهواء رجال الشرطة.

وقد كتب لي أن أعاني مرارة الحكمين، فكنت كثيرا ما أخرج ليلا مع السيد كوتس للمشي، وكنا عادة ما نتأخر بالخارج حتى العاشرة مساء، كان السيد كوتس أكثر مني قلقا حيال إمكانية إلقاء الشرطة القبض علي، وكان يمنح خادميه الزنوج تصريحات، لكن كيف له أن يمنحني تصريحا أنا الآخر؟ فالسيد يمكنه فقط منح تصريح لخادمه، وحتى في حالة رغبتي في الحصول على تصريح منه، واستعداده لمنحي إياه، لم نكن لنقدم على مثل هذه الفعلة لأن ذلك يعد احتيالا.

فاصطحبني السيد كوتس أو بعض أصدقائه إلى النائب العام، الدكتور كروس، وتبين أنني والسيد كروس تخرجنا في نفس الجمعية القانونية، وكان من الصعب عليه منحي تصريحا يسمح لي بالتواجد خارج المنزل بعد التاسعة مساء، لكنه عبر عن تعاطفه معي، وبدلا من منحي التصريح أعطاني خطابا يسمح لي بالتواجد خارج المنزل في أي وقت دون تعرض الشرطة، وكنت أحمل هذا الخطاب أينما ذهبت، وكان عدم اضطراري لاستخدام ذلك الخطاب يعد من قبيل الصدفة المحضة.

دعاني الدكتور كروس إلى منزله، ويمكن القول بأننا أصبحنا أصدقاء، وكنت أزوره أحيانا، حتى إن الفضل يرجع إليه في تعرفي إلى أخيه ذائع الصيت الذي كان يعمل رئيسا للنيابة في جوهانسبرج، وقد خضع لمحاكمة عسكرية في حرب البوير بتهمة التآمر على قتل جندي إنجليزي، وقد حكم عليه بالسجن سبع سنوات، وشطب من نقابة المحامين، إلا أنه قد أطلق سراحه عقب انتهاء أعمال العنف، ومارس عمله بالمحاماة بعد قبوله مرة أخرى في نقابة محامي الترانسفال على نحو مشرف.

عادت علي مثل هذه العلاقات بالنفع فيما بعد في حياتي العامة، وسهلت الكثير من عملي.

Página desconocida