فقال الحر: إننا والله ما ندري ما هذه الكتب.
فقال الحسين: «أتكتبون ثم تنكرون؟!»
قال: إننا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك، وإنما نحن أمرنا إذا لقيناك ألا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد.
فقال الحسين: «الموت أدني إليكم من ذلك.» ثم صاح في أصحابه: «قوموا فاركبوا وانصرفوا.»
فاعترضه الحر قائلا: بل لا ينصرفون.
فصاح الحسين فيه: «ثكلتك أمك، ماذا تريد؟»
قال له الحر: أما لو غيرك من العرب قالها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا ما كان، ولكن والله ما لي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما نقدر عليه.
فقال الحسين: «فما تريد؟»
قال: أريد أن أنطلق بك إلى الأمير عبيد الله .
قال: «إذن والله لا أتبعك.»
Página desconocida