130

Garden of the Devout

روضة العابدين

Editorial

مكتبة الجيل الجديد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Ubicación del editor

صنعاء - اليمن

Géneros

قدره في القلوب حتى علقته النفوس، ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير" (^١). و"قال عبد الله بن دينار: خرجت مع عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى مكة، فعرَّسنا في بعض الطريق، فانحدر عليه راعٍ من الجبل فقال له: يا راعي، بعني شاة من هذه الغنم؟ فقال: إني مملوك، فقال: قل لسيدك: أكلها الذئب، قال: فأين الله؟ قال: فبكى عمر رضى الله عنه، ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه وأعتقه، وقال: أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة، وأرجو أن تعتقك في الآخرة" (^٢). ثانيًا: بغض المعاصي والبعد عنها. وهذا أثر المراقبة الأعظم، فمن صحت مراقبته، كان قريبًا من الطاعات بعيدًا من السيئات. "قال رجل للجنيد: بمَ أستعين على غضّ البصر؟ فقال: بعلمك أنّ نظر النّاظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه" (^٣). "وقال أبو العباس بن مسروق من راقب الله في خطرات قلبه، عصمه الله في حركات جوارحه" (^٤). وقال ابن القيم: " وأرباب الطريق مجمعون على أن مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر، فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته" (^٥). "وقال فرقد السنجي: " إن المنافق ينظر: فإذا لم يرَ أحدًا دخل مدخل السوء، وإنما

(^١) صيد الخاطر، لابن الجوزي (ص: ١٤٥). (^٢) إحياء علوم الدين، للغزالي (٤/ ٣٩٨). (^٣) جامع العلوم والحكم، لابن رجب (٢٠/ ٢٠). (^٤) ذم الهوى، لابن الجوزي (ص: ١٤٥). (^٥) مدارج السالكين، لابن القيم (٢/ ٦٦).

1 / 134