Las iluminaciones de La Meca
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Editorial
دار إحياء التراث العربي
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418هـ- 1998م
Ubicación del editor
لبنان
والله قد ضرب الأقل لنوره . . . مثلا من المشكاة والنبراس فقال تعالى ' والله بكل شيء محيط ' ' أحاط بكل شيء علما ' وصير الكل اسما ومسمى وأرسله مكشوفا ومعمى ' حل المقفل وتفصيل المجمل يقول العبد الله فيثبت أولا وآخرا وينفي باللامين باطنا وظاهرا لزمت اللام الثانية الهاء بوساطة الألف العلمية ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الثلاثة اللام ولا خمسة إلا هو سادسهم فالألف سادس في حق الهاء رابع في حق اللام ' ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ' العرش ظل الله العرش اللام الثانية وما حواه اللام الأولى بطريق الملك واللامان هما الظاهر والباطن من باب الأسماء ظهرتا بين ألف الأول وألف الآخر وهو مقام الاتصال لأن النهاية تنعطف على البداية وتتصل بها اتصال اتحاد ثم خرجت الهاء بواوها الباطنة مخرج الانفصال والجزء المتصل بين اللام والهاء هو السر الذي به تقع المشاهدة بين العبد والسيد وذلك مركز الألف العلمية وهو مقام الاضمحلال ثم جعل تعالى في الخط المتصل جزأ بين اللاميت للاتصال بين اللام الأولى التي هي عالم الملك وبين اللام الثانية التي هي عالم الملكوت وهو مركز العالم الأوسط عالم الجبروت مقام النفس ولابد من خطوط فارغة بين كل حرفين فتلك مقامات فناء رسول السالكين من حضرة إلى حضرة تتميم الألف الأولى التي هي ألف الهمزة منقطعة واللام الثانية ألفها متصل بها قطعت الألف في أوائل الخطوط لقوله عليه السلام ' كان الله ولا شيء معه ' فلهذا قطعت وتنزه من الحروف من أشبهها في عدم الاتصال بما بعدها والحروف التي أشبهتها على عدد الحقائق العامة العالية التي هي الأمهات وكذلك إذا كانت آخر الحروف تقطع الاتصال من البعدية الرقمية فكان انقطاع الألف تنبيها لما ذكرناه وكذلك أخوته فالألف للحق وأشباه الألف للخلق وذلك د ذ ر ز و في جميع الحقائق جسم متغذ حساس ناطق وما عداه ممن له لغة وانحصرت حقائق العالم الكلية فلما أراد وجود اللام الثانية وهي أول موجود في المعنى وإن تأخرت في الخط فإن معرفة الجسم تتقدم على معرفة الروح شاهدا وكذلك الخط شاهدا وهي عالم الملكوت أوجدها بقدرته وهي الهمزة التي في الاسم إذا ابتدأت به معرى من الإضافة وهي لا تفارق الألف فلما أوجدت هذه الألف اللام الثانية جعلها رئيسة فطلبت مرؤسا تكون عليه بالطبع فأوجد لها عالم الشهادة الذي هو اللام الأولى فلما نظرت إليه أشرق وأنار وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وهو الجزء الذي بين اللامين أمر سبحانه اللام الثانية أن تمد الأولى بما أمدها به تعالى من جود ذاته وأن تكون دليلها إليه فطلبت منه معنى تصرفه في جميع أمورها يكون لها كالوزير فتلقى إليه ما تريده فيلقيه على عالم اللام الأولى فأوجد لها الجزء المتصل باللامين المعبر عنه بالكتاب الأوسط وهو العالم الجبروتي وليست له ذات قائمة مثل اللامين فإنه بمنزلة عالم الخيال عندنا فألقت اللام الثانية إلى ذلك الجزء وارتقم فيه ما أريد منها ووجهت به إلى اللام الأولى فامتثلت الطاعة حتى قالت بلى فلما رأت اللام الأولى الأمر قد أناها من قبل اللام الثانية بوساطة الجزء الذي هو الشرع صارت مشاهدة لما يرد عليها من ذلك الجزء راغبة له في أن يوصلها إلى صاحب الأمر لتشاهده فلما صرفت الهمة إلى ذلك الجزء واشتغلت بمشاهدته احتجبت عن الألف اتلتي تقدمتها ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا ولو لم تصرف الهمة إلى ذلك الجزء واشتغلت بمشاهدته احتجبت عن الألف التي تقدمتها ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا ولو لم تصرف الهمة إلى ذلك الجزء لتلقت الأمر من الألف الأولى بلا واسطة ولكن لا يمكن لسر عظيم فإنها ألف الذات والثانية ألف العلم إشارة ألا ترى أن اللام الثانية لما كانت مرادة مجتباة منزهة عن الوسائط كيف اتصلت بألف الوحدانية اتصالا شافيا حتى صار وجودها نطقا يدل على الألف دلالة صحيحة وإن كانت الذات خفيت فإن لفظك باللام يحقق الاتصال ويدلك عليها من عرف نفسه عرف ربه من عرف اللام الثانية عرف الألف فجعل نفسك دليلا عليك ثم جعل كونك دليلا عليك دليلا عليه في حق من بعد وقدم معرفة العبد بنفسه على معرفته بربه ثم بعد ذلك يفنيه عن معرفته بنفسه لما كان المراد منه أن يعرف ربه ألا ترى تعانق اللام الألف وكيف يوجد اللام في النطق قبل الألف وفي هذا تنبيه لمن أدرك فهذه اللام الملكوتية تتلقى من ألف الوحدانية بغير واسطة فتورده على الجزء الجبروتي ليؤديه إلى لام الشهادة والملك هكذا الأمر مادام التركيب والحجاب فلما حصلت الأولية والآخرية والظاهرية والباطنية أراد تعالى كما قدم الألف منزهة عن الاتصال من كل الوجوه بالحروف أراد أن يجعل الانتهاء نظير الابتداء فلا يصح بقاء للعبد أولا وآخرا فأوجد الهاء مفردة بواو هويتها فإن توهم متوهم أ ، الهاء ملصقة إلى اللام فليست كذلك وإنما هي بعد الألف التي بعد اللام والألف لا يتصل بها في البعدية شيء من الحروف فالهاء بعد اللام مقطوعة عن كل شيء فذلك الاتصال باللام في الخط ليس باتصال فالهاء واحدة والألف واحدة فاضرب الواحد في مثله يكن واحدا فصح انفصال الخلق عن الحق فبقي الحق وإذا صح تخلق اللام الملكية لما تورده عليها لام الملكوت فلا تزال تضمحل عن صفاتها وتفني عن رسومها إلى أن تحصل في مقام الفناء عن نفسها فإذا فنيت عن ذاتها فني الجزء لفنائها واتحدت اللامان لفظا ينطق بها اللسان مشددة للإدغام الذي حدث فصارت موجودة بين ألفين اشتملا عليها وأحاطا بها فاعطتنا الحكمة الموهوبة لما سمعنا لفظ الناطق بلا بين ألفين علمنا علم الضرورة أن المحدث فني بظهور القديم فبقي ألفان أولى وأخرى وزال الظاهر والباطن بزوال اللامين بكلمة النفي فضربنا الألف في الألف ضرب الواحد في الواحد فخرجت لك الهاء فلما ظهرت زال حكم الأول والآخر الذي جعلته الواسطة كما زال حكم الظاهر والباطن فقيل عند ذلك ' كان الله ولا شيء معه ' ثم أصل هذا الضمير الذي هو الهاء الرفع ولابد فإن انفتح أو انخفض فتلك صفة تعود على من فتحه أو خفضه فهي عائدة على العامل الذي قبل في اللفظ تكملة ثم أوجد سبحانه الحركات والحروف والمخارج تنبيها منه سبحانه وتعالى أن الذوات تتميز بالصفات والمقامات فجعل الحركات نظير الصفات وجعل الحروف نظير الموصوف وجعل المخارج نظير المقامات والمعارج فأعطى لهذا الاسم من الحروف على عموم وجوهه من وصل وقطع ء ا ل ه وهمزة وألفا ولاما وهاء وواوا فالهمزة أولا والهاء آخرا ومخرجهما واحد ممايلي القلب ثم جعل بين الهمزة والهاء حرف اللام ومخرجه اللسان ترجمان القلب فوقعت النسبة بين اللامين والهمزة والهاء كما وقعت النسبة بين القلب الذي هو محل الكلام وبين اللسان المترجم عنه قال الأخطل : إن الكلام لفي الفؤاد وإنما . . . جعل اللسان على الفؤاد دليلا . فلما كانت اللام من اللسان جعلها تنظر إليه لا إلى نفسها فأفناها عنها وهي الحنك اشتداد التمكن علوها وارتفاعها بمشاهدته وخرجت الواو من الشفتين إلى الوجود الظاهر مخبرة دالة عليه وذلك مقام باطن النبوة وهي الشعرة التي فينا من الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يكون الورث فخرج من هذا الوصل أن الهمزة والألف والهاء من عالم الملكوت واللام من عالم الجبروت والواو من عالم الملك وصل قوله الرحمن من البسملة الكلام على هذا الاسم في هذا الباب من وجهين من وجه الذات ومن وجه الصفة فمن أعربه بدلا جعله ذاتا ومن أعربه نعتا جعله صفة والصفات ست ومن شرط هذه الصفات الحياة فظهرت السبعة وجميع هذه الصفات للذات وهي الألف الموجودة بين الميم والنون من الرحمن ويتركب الكلام على هذا الاسم من الخبر الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورته من حيث إعادة الضمير على الله ويؤيد هذا النظر الرواية الأخرى وهي قوله عليه السلام على صورة الرحمن وهذه الرواية وإن لم تصح من طريق أهل النقل فهي صحيحة من طريق الكشف فأقول أن الألف واللام والراء للعلم والإرادة والقدرة والحاء والميم والنون مدلول الكلام والسمع والبصر وصفة الشرط التي هي الحياة مستصحبة لجميع هذه الصفات ثم الألف التي بين الميم والنون مدلول الموصوف وإنما حذفت خطا لدلالة الصفات عليها دلالة ضرورية من حيث قيام الصفة بالموصوف فتجلت للعالم الصفات ولذلك لم يعرفوا من الإله غيرها ولا يعرفونها ثم الذي يدل على وجود الألف ولابد ما ذكرناه وزيادة وهي إشباع فتحة الميم وذلك إشارة إلهية إلى بسط الرحمة على العالم فلا يكون أبدا ما قبل الألف إلا مفتوحا فتدل الفتحة على الألف في مثل هذا الموطن وهو محل وجود الروح الذي له مقام البسط لمحل التجلي وهذا ذكر أهل عالم التركيب في وضع الخطوط في حروف العلة الياء المكسور ما قبلها إذ قد توجد الياء الصحيحة ولا كسر قبلها وكذلك الواو المضموم ما قبلها ولما ذكروا الألف لم يقولوا المفتوح ما قبلها إذ لا توجد إلا والفتح في الحرف الذي قبلها بخلاف الواو والياء فالاعتدال للألف لازم أبدا فالجاهل إذا لم يعلم في الوجود منزها عن جميع النقائص إلا الله تعالى نسي الروح القدسي الأعلى فقال ما في الوجود إلا الله فلما سئل في التفصيل لم يوجد لديه تحصيل وإنما خصصوا الواو بالمضموم ما قبلها والياء بالمكسور ما قبلها لما ذكرناه فصحت المفارقة بين الألف وبين الواو والياء فالألف للذات والواو العلية للصفات والياء العلية للأفعال وهو الخفض فإن انفتح ما قبل الواو والياء فذلك راجع إلى حال المخاطب ولما كانتا غيرا ولابد اختلفت عليهما الصفات الذات علة لوجود الصفة وواو الصفة علة لوجود الفعل وياء الفعل علة لوجود ما يصدر عنه في عالم الشهادة من حركة وسكون فلهذا سميت عللا ثم أوجد النون من هذا الاسم نصف دائرة في الشكل والنصف الآخر محصور معقول في النقطة التي تدل على النون الغيبية الذي هو نصف الدائرة ويحسب الناس النقطة أنها دليل على النون المحسوسة ثم أوجد مقدم الحاء ممايلي الألف المحذوفة في الرقم إشارة إلى مشاهدتها ولذلك سكنت ولو كان مقدمها إلى الراء لتحركت فالألف الأولى للعلم واللام للأرادة والراء للقدرة وهي صفة الإيجاد فوجدنا الألف لها الحركة من كونها همزة والراء لها الحركة واللام ساكنة فاتحدت الإرادة بالقدرة كما اتحد العلم والإرادة بالقدرة إذا وصلت الرحمن بالله فأدغمت لام الإرادة في راء القدرة بعد ما قلبت راء وشدت لتحقيق الإيجاد الذي هو الحاء وجود الكلمة ساكنة وإنما سكنت لأنها لا تنقسم والحركة منقسمة فلما كانت الحاء ساكنة سكونا حسيا ورأيناها مجاورة الراء راء القدرة عرفنا أنها الكلمة وتثمينها تنبيه أشار من أعربه بدلاى من قوله الله إلى مقام الجمع واتحاد الصفات وهو مقام من روى خلق آدم على صورته وذلك وجود العبد في مقام الحق حد الخلافة والخلافة تستدعي الملك بالضرورة والملك ينقسم قسمين قسم راجع لذاته وقسم راجع لغيره من الواحد من الأقسام يصلح في هذا المقام على حد ما رتبناه فإن البدل في الموضع يحل محل البدل منه مثل قولنا جاءني أخوك زيد فزيد بدل من أخيك بدل الشيء من الشيء وهما العين واحدة فإن زيدا هو أخوك وأخاك هو زيد بلا شك وهذا مقام من اعتقد خلافه فما وقف على حقيقة ولا وجد قط موجده وأما من أعربه نعتا فإنه أشار إلى مقام التفرقة في الصفة وهو مقام من روى خلق آدم على صورة الرحمن وهذا مقام الوراثة ولا تقع إلا بين غيرين مقام الحجاب بمغيب الواحد وظهور الثاني وهو المعبر عنه بالمثل وفيما قررنا دليل على ما أضمرنا فافهم ثم أظهر من النون الشطر الأسفل وهو الشطر الظاهر لنا من الفلك الدائر من نصف الدائرة ومركز العالم في الوسط من الخط الذي يمتد من طرف الشطر إلى الطرف الثاني والشطر الثاني المستور في النقطة هو الشطر الغائب عنا من تحت نقيض الخط بالإضافة إلينا إذ كانت رؤيتنا من حيث الفعل في جهة فالشطر الموجود في الخط هو المشرق والشطر المجموع في النقطة هو المغرب وهو مطلع وجود الأسرار فالمشرق وهو الظاهر المركب ينقسم والمغرب وهو الباطن البسيط لا ينقسم وفيه أقول : أم من اعتقد خلافه فما وقف على حقيقة ولا وجد قط موجده وأما من أعربه نعتا فإنه أشار إلى مقام التفرقة في الصفة وهو مقام من روى خلق آدم على صورة الرحمن وهذا مقام الوراثة ولا تقع إلا بين غيرين مقام الحجاب بمغيب الواحد وظهور الثاني وهو المعبر عنه بالمثل وفيما قررنا دليل على ما أضمرنا فافهم ثم أظهر من النون الشطر الأسفل وهو الشطر الظاهر لنا من الفلك الدائر من نصف الدائرة ومركز العالم في الوسط من الخط الذي يمتد من طرف الشطر إلى الطرف الثاني والشطر الثاني المستور في النقطة هو الشطر الغائب عنا من تحت نقيض الخط بالإضافة إلينا إذ كانت رؤيتنا من حيث الفعل في جهة فالشطر الموجود في الخط هو المشرق والشطر المجموع في النقطة هو المغرب وهو مطلع وجود الأسرار فالمشرق وهو الظاهر المركب ينقسم والمغرب وهو الباطن البسيط لا ينقسم وفيه أقول :
عجبا للظاهر ينقسم . . . ولباطنه لا ينقسم
فالظاهر شمس في حمل . . . والباطن في أسد جلم
حقق وانظر معنى سترت . . . من تحت كنائفها الظلم
إن كان خفي هو ذاك بدا . . . عجبا والله هما القسم
فافزع للشمس ودع قمرا . . . في الوتر يلوح وينعدم
Página 155