Las iluminaciones de La Meca
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Editorial
دار إحياء التراث العربي
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418هـ- 1998م
Ubicación del editor
لبنان
إن الفؤاد إذا معناه عانقه . . . بدا له فيه إيجاد وإعدام اعلم أنه لما اصطحب الألف واللام صحب كل واحد منهما ميل وهو الهوى والغرض والميل لا يكون إلا عن حركة عشقية فحركة اللام حركة ذاتية وحركة الألف حركة عرضية فظهر سلطان اللام على الألف لإحداث الحركة فيه فكانت اللام في هذا الباب أقوى من الألف لأنها أعشق فهمتها أكمل وجودا وأتم فعلا والألف أقل عشقا فهمتها أقل تعلقا باللام فلم تستطع أن تقيم أودها فصاحب الهمة له الفعل بالضرورة عند المحققين هذا حظ الصوفي ومقامه ولا يقدر يجاوزه إلى غيره فإن انتقل إلى مقام المحققين فمعرفة المحقق فوق ذلك وذلك إن الألف ليس ميله من جهة فعل اللام فيه بهمته وإنما ميله نزوله إلى اللام بالألطاف لتمكن عشق اللام فيه ألا تراه قد لوى ساقه بقائمة الألف وانعطف عليه حذرا من الفوت فميل الألف إليه نزول كنزول الحق إلى السماء الدنيا وهم أهل الليل في الثلث الباقي وميل اللام معلوم عندهما معلول مضطر لا اختلاف عندنا فيه إلا من جهة الباعث خاصة فالصوفي يجعل ميل اللام ميل الواجدين والمتواجدين لتحققه عندهم بمقام العشق والتعشق وحاله وميل الألف ميل التواصل والاتحاد ولهذا اشتبها في الشكل هكذا لآ فأيهما جعلت الألف أو اللام قبل ذلك الجعل ولذلك اختلف فيه أهل اللسان أين يجعلون حركة اللام أو الهمزة التي تكون على الألف فطائفة راعت اللفظ فقالت في الأسبق والألف بعد وطائفة راعت الخط فبأي فخذ ابتدأ المخطط فهو اللام والثاني هو الألف وهذا كله تعطيه حالة العشق والصدق في العشق يورث التوجه في طلب المعشوق وصدق التوجه يورث الوصال من المعشوق إلى العاشق والمحقق يقول باعث الميل المعرفة عندهما وكل واحد على حسب حقيقته وأما نحن ومن رقي معنا في معالي درج التحقيق الذي ما فوقه درج فلسنا نقول بقولهما ولكن لنا في المسئلة تفصيل وذلك أن تلحظ في أي حضرة اجتمعا فإن العشق حضرة جزئية من جملة الحضرات فقول الصوفي حق والمعرفة حضرة أيضا كذلك فقول المحقق حق ولكن كل واحد منهما قاصر عن التحقيق في هذه المسئلة ناظر بعين واحدة ونحن نقول أول حضرة اجتمعا فيها حضرة الإيجاد وهي لاالاه ال لاال لا ه فهذه حضرة الخلق والخالق وظهرت كلمة لا في النفي مرتين وفي الإثبات مرتين فلا لالا والاه للاه فميل الوجود المطلق الذي هو الألف في هذه الحضرة إلى الإيجاد وميل الموجود المقيد الذي هو اللام إلى الإيجاد عند الإيجاد ولذلك خرج على الصورة فكل حقيقة منهما مطلقة في منزلتها فافهم إن كنت تفهم وإلا فالزم الخلوة وعلق الهمة بالله الرحمن حتى تعلم فإذا تقيد بعد ما تعين وجوده وظهر لعينه عينه فإنه :
للحق حق وللإنسان إنسان . . . عند الوجود وللقرآن قرآن
وللعيان عيان في الشهود كما . . . عند المناجاة للآذان آذان
Página 121