Las iluminaciones de La Meca

Ibn Arabi d. 638 AH
5

Las iluminaciones de La Meca

الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية

Editorial

دار إحياء التراث العربي

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1418هـ- 1998م

Ubicación del editor

لبنان

ومتى رأيت أبي وهم في مجلس

كان الإمام وهم من الخدماء

وأعاد قولهم عليهم ربنا

عدلا فأنزلهم إلى الأعداء

فحرابة الملأ الكريم عقوبة

لمقالهم في أول الآباء

أو ما ترى في يوم بدر حربهم

ونبينا في نعمة ورخاء

بعريشه متملقا متضرعا

لإلهه في نصرة الضعفاء

لما رأى هذي الحقائق كلها

معصومة قلبي من الأهواء

نادى فأسمع كل طالب حكمة

يطوي لها بشملة وجناء

طي الذي يرجو لقاء مراده

فيجوب كل مفازة بيداء

يا راحلا يقص المهامه قاصدا

نحوي ليلحق رتبة السمراء

قل للذي تلقاه من شجرائي

عني مقالة أنصح النصحاء

واعلم بأنك خاسر في حيرة

لما جهلت رسالتي وندائي

إن الذي ما زلت أطلب شخصه

ألفيته بالربوة الخضراء

البلدة الزهراء بلدة تونس

الخضرة المزدانة الغراء

بمحله الأسنى المقدس تربه

بحلوله ذي القبلة الزوراء

في عصبة مختصة مختارة

من صفة النجباء والنقباء

يمشي بهم في نور علم هداية

من هديه بالسنة البيضاء

والذكر يتلى والمعارف تنجلي

فيه من الإمساء للإمساء

بدرا لأربعة وعشر لا يرى

أبدا منور ليلة قمراء

وابن المرابط فيه واحد شانه

جلت حقائقه عن الإفشاء

وبنوه قد حفوا بعرش مكانه

فهو الإمام وهم من البدلاء

فكأنه وكأنهم في مجلس

بدر تحف به نجوم سماء

وإذا أتاك بحكمة علوية

فكأنه ينبي عن العنقاء

فلزمته حتى إذا حلت به

أنثى لها نجل من الغرباء

حبر من الأحبار عاشق نفسه

سر المجانة سيد الظرفاء

من عصبة النظار والفقهاء

لكنه فيهم من الفضلاء

وافى وعندي للتنفل نية

في كل وقت من دجى وضحاء

فتركته ورحلت عنه وعنده

مني تغير غيرة الأدباء

وبدا يخاطبني بأنك خنتني

في عترتي وصحابتي القدماء

وأخذت تائبنا الذي قامت به

داري ولم تخبر به سجرائي

والله يعلم نيتي وطويتي

في أمر تائبه وصدق وفائي

فأنا على العهد القديم ملازم

فوداده صاف من الأقذاء

ومتى وقعت على مفتش حكمة

مستورة في الغضة الحوراء

متحير متشوف قلنا له

يا طالب الأسرار في الإسراء

|

Página 40