Futuh Sham
فتوح الشام
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى ١٤١٧هـ
Año de publicación
١٩٩٧م
هي لك إن شاء الله تعالى ثم أن خالدا قسم أصحابه أربع فرق فأمر ضرار بن الأزور على ألف فارس وعلى الألف الثاني رافع بن عميرة الطائي وعلى الألف الثالث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وبقي هو في الفرقة الرابعة وقال سيروا على بركة الله تعالى وإياكم أن تخرجوا إليهم دفعة واحدة بل يخرج كل أمير منكم بينه وبين صاحبه قدر ساعة ثم افترق القوم وحمل ضرار بن الأزور والروم مطمئنون وحمل من بعده رافع بن عميرة الطائي ثم عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ثم خالد بن الوليد سار في اخر القوم حتى وصلوا المرج قال عبيد ابن سعيد لقد كدنا أن نفتنه من حسن منظره فزعق فينا خالد بن الوليد وقال عليكم باعداء الله ولا تشتغلوا بالغنائم ولا بالنظر إلى المرج فإنها لكم أن شاء الله تعالى.
ثم عطف خالد بن الوليد ﵁ على الروم وقد نظرت الروم إلى الخيل وقد خرجت عليهم وخالد امامهم فعلموا إنها خيول المسلمين فبادروا إلى السلاح وركبوا الخيل وقال بعضهم لبعض إنها خيل قليلة ساقها المسيح إليكم وجعلها غنيمة لكم فبادروا إليها قال فتبادر الروم وهم يظنون أن ليس وراء خالدأحد وإذا بضرار بن الأزور قد خرج عليهم في ألف فارس وطلع رافع بن عميرة الطائي بعده وطلع عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بعدهم وطلبت كل كتيبة فرقة من الروم وتفرقوا من حولهم وطلبوا ما في ايديهم وقد رفعوا اصواتهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله وانصبت خيل المسلمين على الروم كأنها السيل المنحدر ونادى هربيس برجاله قاتلوا عن نعمكم فما لهؤلاء القوم حيلة ولا يخلصون من هذا المكان ابدا فانقسمت الروم طائفة معه وطائفة مع توما فكان من طلب خالدا توما وقد أحدق به خمسمائة فارس وقد رفع بين عينيه صليبا من الجوهر مقمعا بالذهب الأحمر فعدل خالد وحمل عليه وقال: يا عدو الله اظننتم إنكم تفلتون منا والله تعالى يطوي لنا البلاد وكان توما أعور عورته امرأة ابان قال فحمل عليه وطعنه في عينه الأخرى ففقأها وارداه عن جواده وحمل أصحابه على رجال توما ولله در عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ﵁ فإنه لما نظر إلى توما وقد سقط عن جواده نزل وجلس على صدره واحتز رأسه ورفعها على السنان ونادى قد قتل والله توما اللعين فاطلبوا هربيس.
قال الواقدي: ففرح العرب بذلك قال رافع بن عميرة الطائي كنت في الميمنة مع خالد بن الوليد إذ نظر الي فارس زيه زي الروم وقد نزل عن جواده وهو يقاتل علجة مع نساء الروم وهي تظهر عليه مرة فدنوت انظرها فإذا هو يونس الدليل وهو يقاتل زوجته ويصارعها صراع الاسد قال رافع فدنوت أن أتقدم إليهما فاعينه فقصد الي عشرة من النساء يرمين قومي بالحجارة فخرج حجر كبير من امرأة حسناء عليها ثياب
1 / 79