ويقال أن موسى ﵇ قتل عوجا بمصر.
حدثنا عمرو بن خالد، حدثنا زهير بن معاوية، حدثنا أبو إسحاق، قال زهير: أراه عن نوف، قال: كان طول سرير عوج الذي قتله موسى ثمانمائة ذراع وعرضه أربعمائة، وكانت عصا موسى ﵇ عشرة أذرع، ووثبته حين وثب إليه عشرة أذرع، وطول موسى كذا وكذا، فضربه فأصاب كعبه، فخرّ على نيل مصر، فجسّره للناس عاما يمرّون على صلبه وأضلاعه.
ذكر الملكة دلوكة
قال ثم رجع إلى حديث عثمان وغيره، قال: فبقيت مصر بعد غرقهم ليس فيها من أشراف أهلها أحد، ولم يبق بها الّا العبيد والأجراء والنساء، فأعظم أشراف من بمصر من النساء أن يولّين منهم أحدا، وأجمع «١» رأيهنّ أن يولّين امرأة منهنّ يقال لها دلوكة بنت زبّاء، وكان لها عقل ومعرفة وتجارب، وكانت فى شرف منهنّ وموضع، وهى يومئذ بنت مائة سنة وستّين سنة، فملّكوها، فخافت أن يتناولها ملوك الأرض فجمعت نساء الأشراف، فقالت لهنّ: إنّ بلادنا لم يكن يطمع فيها أحد، ولا يمدّ عينه إليها، وقد هلك أكابرنا وأشرافنا، وذهب السحرة الذين كنّا نقوى بهم، وقد رأيت أن أبنى حصنا أحدق به جميع بلادنا، فأضع «٢» عليه المحارس من كلّ ناحية، فإنّا لا نأمن أن يطمع فينا الناس، فبنت جدارا أحاطت به على جميع أرض مصر كلّها المزارع والمدائن والقرى، وجعلت دونه خليجا يجرى فيه الماء، وأقامت القناطر والترع، وجعلت فيه محارس ومسالح على كلّ ثلاثة أميال محرس ومسلحة، وفيما بين ذلك محارس صغار على كلّ ميل، وجعلت فى كلّ محرس رجالا، وأجرت عليهم الأرزاق، وأمرتهم أن يحرسوا «٣» بالأجراس، فإذا أتاهم أحد يخافونه ضرب بعضهم إلى بعض بالأجراس، فأتاهم الخبر من أىّ وجه كان فى ساعة واحدة، فنظروا فى ذلك فمنعت بذلك مصر ممّن أرادها.
1 / 47