162

Las joyas de la sabiduría

فصوص الحكم

Géneros

عن الماهية سؤال عن حقيقة المطلوب، ولا بد أن يكون على حقيقة في نفسه(1) وأما الذين جعلوا الحدود مركبة من جنس وفصل ، فذلك في كل ما يقع فيه الاشتراك ، ومن لا جنس له لا يلزم ألا6(2) يكون على حقيقة في نفسه لا تكون لغيره . فالسؤال صحيح على مذهب أهل الحق والعلم الصحيح والعقل السليم والجواب عنه لا يكون إلا بما أجاب به موسى . وهنا سر كبير ، فإنه أجاب بالفعل لمن سأل عن الحد الذاتي ، فجعل الحد الذاتي عين إضافته إلى ما ظهر به من صور العالم ، أو ما ظهر فيه من صور العالم. فكأنه قال في جواب قوله" وما رب العالمين4 - قال- الذي يظهر فيه صور العالمين من علو - وهو السماء- وسفل وهو الأرض: " إن كنتم موقنين * ؛ أو يظهر(3) هو بها. فلما قال فرعون لأصحابه إنه لمجنون " كما قلنا في معنى كونه مجنونا ،زاد موسى في البيان(4) ليعلم فرعون 18 رتبته(5) في العلم الالهي (98 -ب) لعلمه بأن فرعون يعلم ذلك : فقال: رب المشرق والمغرب" فجاء بما يظهر ويستر، وهو الظاهر والباطن، وما بينهما وهو قوله " بكل شيء عليم ". " إن كنتم تعقلون * : أي إن كنتم أصحاب تقييد: فإن العقل يقيد(6) . فالجواب الأول جواب الموقنين وهم أهل الكشف والوجود.

فقال له " إن كنتم موقنين " أي أهل كشف ووجود ، فقد أعلمتكم بما تيقنتموه في شهودكم ووجودكم، فإن(7) لم تكونوا من هذا الصنف ، فقد أجبتكم في الجواب الثاني إن كنتم أهل عقل وتقييد وحصر. ثم الحق فيما تعطيه أدلة عقولكم. فظهر موسى بالوجهين ليعلم فرعون فضله وصدقه . وعلم موسى أن فرعون علم ذلك

Página 208