123

Las joyas de la sabiduría

فصوص الحكم

Géneros

فليس بذاكر . فإن ذكر الله سار في جميع العبد لا من ذكره بلسانه خاصة .

فان الحق لا يكون في ذلك الوقت إلا جليس اللسان خاصة، فيراه اللسان (1).

من حيث لا يراه الانسان : بما (2) هو راء وهو البصر(3) . فافهم هذا السر في ذكر الغافلين(4) . فالذاكر من الغافل حاضر بلا شك ، والمذكور جليسه ، فهو يشاهده . والغافل من حيث غفلته ليس بذاكر : فا هو جليس الغافل فالانسان(5) كثير ما هو أحدى العين ، والحق أحدى العين كثير بالأسماء الإلهية : كما أن(6) الانسان كثير بالأجزاء : وما يلزم من ذكر جزء ما ذكر جزء آخر .

فالحق جليس الجزء الذاكر منه والآخر متصف بالغفلة عن الذكر . ولا بد أن يكون في الانسان جزء يذكر به يكون(7) الحق جليس ذلك الجزء(8) فيحفظ باقي الأجزاء بالعناية . وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا ؛ وليس بإعدام وإنما هو تفريق ، فيأخذه إليه ، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه وإليه يرجع الأمر كله " فاذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي (75-ب) ينتقل(9) إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال: فلا يموت أبدا ، أي لا تفرق أجزاؤه . وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم ولكن في النار إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب أن تكون بردا وسلاما على من فيها . وهذا نعيمهم . فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين ألقي في النار فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها وبما تعود(10) في علمه وتقرر من

Página 169