رجع: ما أنس رجل وحيد، بين أناس حيد، عن مودة الحريد، رجع إلى عشيرة، بالرشد عليه مشيرة أكثر من أنسى بدعائك، وأنت ربنا الفذ، وذكرك بأفواهنا لذ، والرجاء من سواك منذ، والعمر ماضٍ أحذ، والمريش منا أقذ، وجارى قدرك لا يبذ. ما أعظم نعمك على المخلوقين، رب نخيل، جعلتها في ملك بخيل، الفقير. عنده حقير، والمسكين، ليس بمكين، لو قدر لمنع الصعو، من نقر المعو، والهاتف ذا الشعف، من الوقوف بالسعف، وصان الجريد، صيانة الخود الخريد، وأظهر الكرب في النسيب، من حب الكرب والعسيب، يطعم ولا يطعم، وينعم وهو غير منعم، إن كرمك لعظيم، والثناء عليك نثير ونظيم. رب هجمه، وهبتها من نفس وجمه، مخلبه، دون محلبه، وأبنه تمنع من لبنه، لا يجود برى الحسل، من الرسل، ولا من السمار، بما يدنس جانب الخمار، ودفر الشاب ليس بمقصر، عن طلاب الغانية والمعصر، يحسب في الشنب، ماء العنب، فهو كل وقت، جدير بالمقت. إنك بنقله بصير، وأعوذ بك رب من وفارة الجسم. فالضئبل عند الربل، وخص هزيل، بالأجر الجزيل، وليت الأوابد بهئت بى كما تبهأ الفور، بالخرق اليعفور وأنا بين جبل، وغدير سبل، أظهر، فأتطهر، وأرجع إلى غاد، بعد من كل مغادٍ، أرتعي من النبات، ومرتعى بين ثباتٍ لا يأتمرن، كيف يختمرن، وما اكتحلن قط من جلا، ولا رهبن عندى منجلا، أجزى بالورق، عن البرق، والشحير، عن كل نحير، وأنا بينهن في عفاء. غاية.
تفسير: حيد: جمع أحيد. وهو الذي يحيد عن الشئ. والحريد: المنفرد. والفذ: الواحد. الأحذ: السريع هاهنا. ويقال للحمار إذا كان قصير الذنب: أحذ، وللقطاة حذاء. المريش من السهام: الذي عليه الريش. والأقذ: الذي لا ريش عليه. لا يبذ: لا يسبق. الصعو: ضرب من الطير. والمعو: البسر إذا جرى فيه الإرطاب فعمه. الخود: الناعمة. والخريد: الناعمة. الهجمة من الإبل: من الستين، وقيل من السبعين إلى المائة: والوجمة: البخيلة. الابن: العيوب، وأصلها العقد في الغصون. الحسل: ولد الضب، ويقال إنه لا يشرب أبدًا. السمار: اللبن المذيق بالماء. الدفر هاهنا: الدفع، يكون أيضا في معنى النتن. الغانية: يقال إنها الغانية بجمالها عن الزينة والحلى، أو بمالها ومال أبيها عن الرجال. وأموالهم. والمعصر: التي قد بلغت عصر شبابها، ويقال إنها التي قد حاضت، ويقال معصرة بالهاء، وحذفها أفصح. ووفارة الجسم: صخامته. والضئبل: الداهيه. والربل: الكثير اللحم. والأوابد: الوحوش، سميت بذلك لطول أعمارها. وبهئت بي: أي أنست. والفور: الظباء. واليعفور هاهنا: ولد الظبية. وإنما سمى يعفورا لكثرة لصوقه بالعفر وهو التراب، وأكثر ما يستعمل اليعفور للذكر من الظباء. والخرق: الذي يخرق فلا يبرح من موضعه. الجلا: ضرب من الكحل. والشحير: ضرب من النبت.
رجع: صاحب العيدان، مالك بالموت يدان، أعض الجمار، أسهل عليك أم عض الجمار، أجبار حريص، أشرف عندك أم جبار خريص، سئلت عرق تمر، فعرقت لفدوح الأمر، تصدق في حياتك فما للميت من صديق، وتارك الصلاة من صلاة السعير، وجدير من صام، بالاعتصام، والنسك، أوثق التمسك، والانفراد، أستر الأبراد، والزكاه، تذهب عن المال الشكاه، فاذا ز كيت أموالك فاخفها كل الإخفاء. غاية.
تفسير: العيدان: النخل. الجبار الحريص: الملك الحريص على جمع المال. والجبار الخريص: النخل الذي يخرص. عرق تمر: جمع عرقة وهي الزبيل.
1 / 7