رجع: لج فتلجلج، فأصبح خصمه قد فلج، وجمت الآثام عنده جموم الحسى ولا جمة تعينه على ذاك. وأجم أجله فخيله جم، لا عس له ولا أجم، ظمئآن لا ينقع بزرق الجمام، ود أنه طريد، قوته من البارض والجميم لاينثو خبره ناثٍ. غاية.
تفسير: الحسى: ماء في صلابةٍ من الأرض يستره الرمل عن الشمس كلما إستقى منه دأو جمت أخرى؛ ويقال لكل ماء قليلٍ حسى. والجمة: الجماعة. وأجم أجله: دنًا. والخيل الجم: التي لا رماح معها. والعس: القدح العظيم. والأجم: القعب. والبارض: أول ما يطلع من النبت. والجيم الذي إذا ضربت عليه بيدك تجمم؛ ويقال هو الذي لم يفتح نوره. وينثو: يظهر ويذكر.
رجع: رب حىٍ أشرى، كأنهم ليوث الشرى، قروا الأضياف ذرى، وأسوق الخدال برئ، جاءتهم المنايا تترى، فمزجوا بالثرى، أصبح فيهم الزمن قد عاث. غاية.
تفسير: أشرى: جمع أشرٍ؛ قال الشاعر:
إذا اخضرت نعال بني عدي ... بغوا ووجدتهم أشرى لثامًا
تترى منونة وغير منونةٍ. فمن نون جعل الألف للإلحاق، ومن لم ينون جعلها للتأنيث؛ وهي بمعنى متواترةٍ. وعندهم ان التاء الأولى مبدلة من واوٍ وأن الأصل فيها وترى.
رجع: لله الجو وبإذنه قامت جو، ومن جوى من خيفته لم يجتو محلة الدفين ولم يبال أين نزل أبهضبٍ أم جواء. ووجه الفاجر كجواء القدر، وطلعة المحسن كأنها ضوء شهابٍ. فلتمج أذناك عذل العاذلات في دين الله، فإن فعلت ذلك نجت نفسك، وإلا نجت القروح، وإذا جن الزهر فقد دنا التصويح. كنت جنينًا في حشى الوالدة وأصير جنينًا في في بطن الأرض؛ فطوبى لمن جعل خيفة جنانه من الله جنةً يستر بها من سوء العقاب. أجنان الليل أرفق بك أم ضوء النهار؟ احذرك يا إنسى من جن الشباب، وإياك وحداد الخمر فإنها تحد الكهام وشربها كالخيل كسرت حدائد الشكيم، وتوق تعدى الحدود لئلا تصبح الخيرات منك حددًا، ولا تحدن على ضعيفك فلن تحد عليك نعمة ولا دار.
وهنيا لأسيفٍ، نزل بالسيف، فبكى للذنوب، لا على بيضاء تنوب، دموعه في الجدف، أنفع من ضمائر الصدف، تضئ كأنها نجوم السدف، وليس بمعانٍ، من بكى في المعان، حزنًا لفقد الأظعان. هل لك في مصباحٍ، من المغرب إلى الصباح، كلمة لا يبض منها الدم، وليس وراءها ندم، ولا يلخن منها الأدم، كأنها زهرة في الطيب أو جوهرة في القدر الثمين، تثنى بها على ربك وتترك مجالسة كل مغتاب فمه لمعايب القوم نفاث. غاية.
تفسير: الجو: الهواء. وجو الثانية: اليمامة وكان إسمها في القديم جواء فسميت اليمامة باسم إمراةٍ كانت فيها. وجوى: من الجوى وهو حلول الحزن. وإجتوى المحلة إذا كرهها وأبغضها. والجواء: المطمئن من الأرض. وجواء القدر: الموضع الذي تترك فيه القدر؛ ويقال لغشاء القدر جواء أيضًا.
ونجت القرحة إذا فسدت وخبثت؛ ومنه قول القطران:
فإن تك قرحة خبثت ونجت ... فإن الله يشفى من يشاء
وجن النبت إذا إكتهل ويقال إذا طال. وصوح النبت إذا أخذ في اليبس وتشقق لذلك. وجنان الليل: ظلمته. وحداد الخمر: الخمار؛ لأنه يحد الخمر أي يحبسها. وتحد الكهام: تجعله حديدًا. وحددًا أي ممتنعةً. وحد الرجل يحد إذا غضب. وتحد: من أحدت المرأة إذا تركت الخضاب والزينة بعد زوجها. والأسف: الطويل الحزن الكثير البكاء. والجدف: القبر. والمعان: المنزل.
رجع: إن الله إذا أذن أروي الشعب، من القعب؛ فسبحان مروى الهائمين. والحليب، يطلب من ذوات الصليب، وربك رازق الممترين. هل تقدر على التحجيب، لأسد الحجيب، وإذا شاء الله وسمت أنوف الأعزاء. من الرتب، ركوب القتب، والله منعم الخافضين. ذهبت شعوب، وفي يدها لعوب، وكل للمنية أكيل إلا ملك الملوك ومذل المتكبرين. يذهب الخلب، ويبقى القلب، وكل محدثٍ من الذاهبين. يقع الشبب، في السبب، وكذلك غاية المطلقين. شكا الطلب، داءً في الخلب، وربك شافي المستفين. قد تقف الطراب، على رءوس الظراب، ترمق آثار المتحملين. ولوشاء الله جعل جناحًا كالحضر وأبا مهدية مثل قباثٍ. غاية.
1 / 68