والحلى: يبيس النصى وهو ضرب من النبت. والفقر: جمع فقرةٍ وهو ما يفصل به العقد، ويروى بيت النابغة:
بالدر والياقوت زين نحرها ... ومفقرٍ من لؤلؤٍ وزبرجد
والمباث: المفرق.
رجع: ما حرس ربك فلا محترس له، وما حفظ أمن الضياع فهوحفيظ. السماء متى أمر مطيعة له، والأرض تقبل أوامره، والنجوم تابعة إرادته، يكلا عبادة بعينٍ كبرت عن القذى وغنيت عن الإثمد، وشرفت أن تهجع أبدًا. حمدًا لك إلى! لا أعلم وقت إسكانك لي في دار البلاء وقد عشت فيها ما شئت، وأعيش ما تشاء، وأنا شاكٍ إليك أثقال الزمن، فإذا قضيت عنها الرحلة فأعني على تلك الغصص والغمرات فإنى منها فرق وبي من الحياة ملل، على أنى أزفل في ثياب نعمك جددًا، أشكرك وأنا مقر بالعجز عما يجب لك. خلقتني ضعيفًا فعبدتك عبادةً الضعفاء، ولم ألف من المأثم عبدًا، أنا برحمتك مكلوء، وخيرك على مسبل يرد بالغداة والعشى، والكلم برأفتك مأسو، وهل غيرك مبريء للسقيم! سبحانك مولًى وعضدًا، ما فاتك فائت، ولا أحاط بك علم ولا ظن. خشعت لك الجن والإنس، وحكمت على خلفك بالفناء. لا يخلد سواك شئ؛ فكن رب لي معتمدًا. ليت جفنى من خوفك مثل جناحي السبد إذا المطر بل سبدًا. تغدو الطير إلى رزقك تثيره من الأرض كجوارٍ ينسجن بصياصيهن بجدًا. لو كان السائل يغترف ماء وجهه من بحر لغادره السؤال ثمدًا، بل لو أن اليم في وجنته جارٍ لعاد في الساعة جددًا، هذا سائل المخلوقين، فأما الله فلا يلقى سائله نكدًا. ما أكرمك ربنا خلقت كاعبًا يسمى قلبها شرقًا وقرطها مرتعدًا، وأخرى تحتطب لأهل الصرم تركت العضاه طمربها قددًا، وسواء غدًا المنسورة بالعبس وذات السور والرعاث. غاية.
تفسير: المحترس: السارق؛ ومنه " لا قطع في حريسة الجبل " أي الشاة التي تسرق منه. والعبد: الأنف. والجدد: الأرض المستوية الصلبة. والعبس: ما تعلق بأوبار الإبل وأذنابها من أبوالها وأبعارها؛ ومنه قول جرير:
ترى العبس الحولى جونًا بكوعها ... لهامسك من غير عاجٍ ولا ذبل
وهو من الغنم: الوذح، ومن الطير: الوطح. والسور: جمع سوار.
1 / 59