أيها الغمر لا تأمن جارك وإن صلح، ولا تلحف إذا المسئول بلح، ولا تلج في الرد إذا سائلك ألح، الصدق يزيل القلح، ويرأب العلم والفلح، اذا كان عملك محصى، وكان مختارًا منتصى، القادر يجعله شخصًا، يقربك وأنت مقصى، ويأخذ بيدك في غمرات القيامة والعرى تفصى، فبت إذا أمكنك منتصًا، لتصبح مقربًا مختصًا، يغفر لك بكرمه عدد الحصى، كم تعتب وتوصى، نفسك ينبغي أن تعصى، إن شئت من المعصية وإن شئت من العصا فكن مع المنصبة في جذابٍ. غاية.
تفسير: بلح. من قولهم بلح الدابة بالحمل إذا وقف. القلح: صفرة الأسنان. ويرأب: يشعب. والعلم: شق الشفة العيليا. والفلح: شق الشفة السفلى. المنتصى: المختار. تفصى: مثل تفصل منتص: منتصب.
رجع: ويحي إذا الوقت نفد، ونزل حمامي فأفد، وقوى نهوضي ورفد، وكأنه قد غل وصفد، وتقبض البنان وقفد، ثم قربت بإعجال، فغسلت بسجالٍ بعد سجالٍ، وجاء الكفن لأدفن على حرجٍ، قد أثقله الحرج، وسار القوم تحته بإهذاب. غاية.
تفسير: أفد: عجل. القفد: انقلاب في البنان إلى ظاهر، وفي الرجل أن تطأ على ظاهرها. والحرج: النعش. والأهذاب: سير سريع.
رجع: رب المكث والعجلة، لا بد للحاكم من أملةٍ، من سمع أقوال النملة، وقع في تيهاء مضللةٍ؛ كأنى بي في الدار المخملة، وقد فزع إلى العمل العملة، فكنت ذليلًا عاذ بقرملة، ووشلًا ورده النعم فاستغاث بسلمة، ومجربًا ليس عنده من ثملة، يا عبء هل لك من حملةٍ، تحملك على طليحٍ مثقلةٍ، ما أمور العالم بمهملة، سيبين لك نقص الكملة، كلهم كأن خضيب الأسلة، معمل الفرس واليعملة، في البيداء المجهلة، موقد النار المشتعلة، للطارق والنزلة، يلعب بهم في الأزفلة، لعب الوليد بالقلة، أبناء فاطمة أخت سلمة، سيان هي والأمة، ما نصرها ربيع بكلمة، ولا آنسها أنس في مظلمة، ولا اعتمرها عمارة بمكرمةٍ، ولا حافظ عليها قيس في اللمة، أين فوارسها المصممة، إنها للباري لمسلمة؛ إنما تلبس هنالك طريدةً كسوتها طريدًا، عاد خلقها بإذن الخالق جديدًا، وتشرب نغبةً سقيتها مجودًا، صارت ببركة الله حوضًا مورودًا، وتطعم عسومًا، قريتها فقيرًا محسومًا، فافعل الخير بجذلٍ وكن دون المحارم أخا إعذابٍ. غاية.
تفسير: الأملة: الأعوان. النملة: النمامون. المخملة: المسترة. القرملة: واحدة القرمل وهو نبت ضعيف. وهو مثل يضرب؛ تقول العرب: " ذليل عاذ بقرملةٍ "، أي ذليل عاذ بذليلٍ السملة: الماء القليل. والثملة: بقية الهناء. وقيل هي الخرقة التي يهنأ بها. الكملة: بنو زيادٍ العبسيون. الأسلة طرف السنان. اليعملة: اسم للناقة عند سيبويه، وعند غيره صفة من الإعمال في السير أي الاستعمال فيه. والأزقلة: الجماعة من الناس والقلة: القفس الذي يلعب به الصبيان. وفاطمة: ابنة الخرشب، وهي أم الكملة، وأخوها سلمة الشاعر. اعتمرها: زارها. واللمة: الجماعة. الطريدة: الخرقة. المجود: العطشان. والعسوم: الكسر اليابسة. والمحسوم: الذي قد حسم من الخير أي قطع منه. الإعذاب من قولهم: أعذب عن الشئ إذا امتنع منه؛ ومنه قول عليٍ ﵇. أعذبوا عن النساء.
رجع: ما ألقيت علمك إلى سواك. ليت شمري أين ألفظ القرينة؟ أعلى فراشٍ وطيٍ، أم في بلدٍ نطيٍ، أبين القوم الصالحين، أم بين ضوابح وسراحين، حولي الريمة والصريمة، يغرس عندى الفسيل، أم أدفن في مسيل، اتعرش على غواطى الغربيب، أم أطرح للضبع والذيب؟ والله بمآل الأمر عليم. ولا آمن أن يحفر قبري محتفر، فيهجم على جدولى الرمام، وقد امتزجت بالعفر فيدخلها إلى الأطيمة فيصطنع منها مصطحًا أو ما شاء، ولا أكره أن يتخذ منها إناء يتوضأ منه لذكر الله، ويمكن أن تجاوني في أطباق الرغام بنت طبقٍ ذات زمالٍ تسقي من جاورها بالسم المذاب. غاية.
تفسير: النطى: البعيد. الجدول: الأوصال. الأطيمة: الموضع الذي توقد فيه النار. وكانهم يعنون حفرة تحتفر في الأرض فيوقد فيها. المصطح: كوز له أذن واحدة. بنت طبقٍ: الحية. والزمال: مشي في شقٍ.
رجع: لطفك منقل الأجساد، إني بالشام لمقيم، ولعل صروف الأيام تنزل بي الغور والحجاز؛ وفي القدرة أن يصبح ثهلان في الوادي الحرام وينتقل ثبير إلى حيرة النعمان. ولعلي أدفن بشابة أو بإرابٍ. غاية.
1 / 25