رجع: أستغفرك فائت الملاة، لا أكره قبرًا بفلاةٍ، كأن ركبها قلات تلعب بهم مقلاة، لا تنبت بها ألالاة، وبها تميل الطلاة، تضبح لدى الهامة ويغرد الحنزاب. غاية.
تفسير: الملاة جمع مالٍ، وهو المجتهد في السير والعدو. القلات: جمع قلةٍ وهي القفس وقد مضى ذكرها. والمقلاة: المرأة التي لا يعيش لها ولد. والألالاة: واحدة الألالى وهو شجر تزعم العرب أن الجن تسكن تحته. والطلاة: واحدة الطلى مثل الطلية وهي صفحة العنق. والحنزاب هاهنا: ذكر القطا، وفي غير هذا الموضع: الديك والجزر البري.
رجع: وهو عانٍ لك وسمياه، ثابت بين الجدر، ونابت عند الفدر، جار للنشم والشوع، فرأفتك مجيب المضطرين. ليتني خلقت غفرًا، لا أملك من الدنيا وفرًا؛ أو هقلا، لا أحمل على نفسي ثقلًا، تارة مخودًا وتارة مرقلًا، أستثقل ما حملت الدهيم وأنا لمثله زابٍ. غاية.
تفسير: الفدر: جمع فدور وهو المسن من الأوعال، والجزر البري ينبت عندها في الجبال. النشم: ضرب من الشجر تعمل منه القسى. والشوع: البان. الغفر: ولد الأورية. والهقل: ذكر النعام، والأنثى هقلة؛ ويقال المراد بالهقل الفتي وقيل الصغير الرأس. والدهيم: ناقة عمرو بن الزبان قتل بنوه وحملت رءوسهم عليها، فضربت بها العرب المثل فقالوا: " أثقل من حمل الدهيم ". والزابي: الحامل، يقال زبيت الحمل إذا حملته.
رجع: أحسن اللهم إلى مسيء، إن الداهية العباقية، نفس ليست بباقيةٍ، لا تزال جاذبةً، تصنع رباذية، ولا تنفك من حسدٍ هواهية، أو علجٍ حزابٍ. غاية.
تفسير: العباقية: من أوصاف الداهية وهي التي تعبق بالإنسان أي تلازمه. الجاذية مثل الجاثية. والرباذية: الشر. والهواهية: الجبان. وحزابٍ: مثل حزابيةٍ فاذا أدخلت عليه الألف واللام أثبت الياء مثل رباعٍ ورباعيةٍ وهو الغليظ، وأكثر ما يستعمل في حمير الوحش؛ يقال: حمار حزابٍ وخزابية؛ وقل ما يستعمل في الإناث؛ قال النابغة يصف حمارًا وحشيًا:
أقب كعقد الأندرى معقربٍ ... حزابية قد كدحته المساحل
ورباع: للذكر خاصةً، ورباعية: للأنثى خاصةً. وعقد الأندرى: بناؤه. والأندرى: منسوب إلى الأندرين لأنهم كانوا أصحاب بناء وقناطر.
رجع: الملك لك غالب الغالبين، لو شئت لجعلتني راعي فرق أرقب ثرته والعزوز، وأميز الشطور والثلوث؛ أو صاحب هجمةٍ أتلكد بها أنوف الكلأ همتي في المنغرة والمخزاب. غاية.
تفسير: الثرة: الواسعة أحاليل الضرع وهي مجاري اللبن. والعزوز: الضيقتها. والشطور: التي قد عطب أحد شطريها. والشطر: الضرع؛ ومنه قولهم: حلبت الدهر أشطره. والثلوث من الإبل: التي قد عطب ثلاثة أخلافٍ من أخلافها. ويقال تلكد الرياض إذا تتبعها. وأنف الكلأ: أوله. والمنغرة: التي يخرج في لبنها حمرة نحو الدم، يقال: منغرة وممغرة بالنون والميم. والمخزاب: التي أصاب ضرعها الخزب، وهو داء تضيق منه أحاليل الضرع ويرم.
رجع: ليس إلا تمجيد الله! شغل عن قيد الأوابد امرؤ القيس، وعن مية زياد، وشده لبيد عن كساب. غاية.
تفسير: قيد الأوابد: فرس امرئ القيس. وزياد: النابغة. وكساب: الكلبة التي ذكرها لبيد في قوله:
قتقربت منها كساب فضرجت ... بدمٍ وغودر في المكر سحامها.
رجع: أنتسب فأجد أقرب آبائي كآدم، وأقرب أمهاتي كحواء، وكل العظة في انتساب. غاية.
موت كمدٍ، خير من سؤال مجمد، والله أكرم الأكرمين، ورضاع لوعٍ، ولا انتصار بهلوعٍ، والله ناصر المستضعفين. ولقاء فهر، أسهل من لقاء مكفهر، والحكمة لباعث الأولين. وحجر أبانٍ، أمنع لك من حجرة الجبان، والله العزيز. والندم، بعد إراقة الدم، كردك أمس، أو عقدك حبال الشمس، والله القادر على كل بعيد. وسعف النخيل، خير من إسعاف البخيل، والله مخول الجائدين. ورعى الرخال، أكرم من الحاجة إلى عمٍ أو خال، والله رازق المتكلين. ورأي المرة، أنفع من رأي الإمرة، والله موفق المصيبين. واليرمعة، اقل أذيةً من الإمعة، وربنا كافى الغافلين. والبخت، كأنه نهار أو فخت، لا بد له من انقضابٍ. غاية.
1 / 21