خلاصة هذه القصة أن تاجرا كان لديه ببغاء جميلة فصيحة وأزمع السفر إلى الهند للتجارة، فقال لأولاده وخدمه: ليقترح كل من يشاء من هدايا الهند. فاقترح كل واحد ما أحب، وسأل الببغاء: ما تريدين؟ فقالت: إذا بلغت الهند ورأيت أسراب الببغاء فأبلغهن عني ما ألاقي من عناء في الحبس، وأبلغهن عتبي بما نسينني ونعمن بالعيش في الغابات على غصون الأشجار.
فلما أبلغ التاجر هذه الرسالة إلى ببغاوات الهند ارتعدت إحداهن وخرت ميتة.
فلام التاجر نفسه على إبلاغ رسالة لم يعرف عواقبها.
ولما رجع إلى بلده أدى الهدايا التي وعد بها، وسألته الببغاء عن رسالتها، فأبان عن أسفه وندمه وقص عليها ما رأى، فإذا هي تنتفض وتخر ميتة كتلك.
فحزن التاجر على الببغاء الجميلة، ورجع يلوم نفسه على التكلم بما لا يدرك عاقبته، ويندب ببغاءه التي كانت أنسه ومتعته.
ثم أخذها من القفص ورمى بها، فإذا هي تطير وتقف على غصن شجرة.
فدهش الرجل وسألها عن هذه الأعجوبة. فقالت له: هذه هي الرسالة التي رجعت بها من الهند، فقد أشارت الببغاء التي خرت أمامك هامدة هناك بأن أفعل فعلها وأموت موتها، لأخلص من الأسر الذي أعانيه ... إلخ.
وبين أن جلال الدين جعل الببغاء مثلا للروح الإنسانية وبلاد الهند مثلا لعالم الأرواح، وجعل الموت كناية عن الرياضة الصوفية التي يخلص بها الإنسان من أهوائه وشهواته؛ فينال الطمأنينة وينجو من العناء والقلق.
وسيرى القارئ الاستطراد الطويل في أثناء القصة، سنة جلال الدين في كتابه، يتخذ القصة ذريعة إلى مقاصده غير مبال بسياق القصص كما قلت من قبل.
قصة التاجر الذي حملته ببغاؤه رسالة إلى ببغاوات الهند وهو ذاهب إليها للتجارة
Página desconocida