Capítulos de filosofía china
فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس
Géneros
S
يقسمها إلى نصفين؛ نصف داكن اللون فيه دائرة صغيرة بيضاء يمثل قوة الين، والنصف الآخر أبيض وفيه دائرة صغيرة سوداء يمثل قوة اليانغ، وهما يبدوان مثل سمكتين متعاكستين تدوران على بعضهما. إن مظاهر الكون التي نتجت عن فعالية القوتين لا تختلف عن بعضها بالماهية، بل بما تحتويه من كموم اليانغ والين، فإذا غلب اليانغ كان الناتج ذا طبيعة موجبة؛ السماء، النار، الهواء، الجفاف، الذكر ... إلخ، وإذا غلب الين كان الناتج ذا طبيعة سالبة؛ الأرض، الماء، الشجرة، الرطوبة، العتمة، البرودة، الأنثى ... إلخ. أما عن الدائرة الصغيرة البيضاء في النصف الظليل والدائرة الصغيرة السوداء في النصف الأبيض، فللدلالة على أن كل ما له صفة اليانغ يحتوي على بذرة ين، وكل ما له صفة الين يحتوي على بذرة يانغ، وهذه البذرة يمكن أن تنمو وتحول كلا منهما إلى نقيضه؛ فجذع شجرة مقطوع على سبيل المثال يبدو وكأنه ين صرف، ولكننا إذا أحرقناه بالنار أظهر كل خصائص اليانغ؛ أي إن العالم في الرؤية التاوية هو عالم «فعالية». وما نراه من ظواهر المادية والحياة ليس إلا تبد لفعالية خفية غير مادية، وهذا ما توصلت إليه فيزياء الكم الحديثة، عندما وجدت بالتجربة أن المادة ليست إلا تبد لفعالية الطاقة على المستوى الذري وما دون الذري.
وفي كتاب التغيرات يرمز للكم الذي تحتويه الظاهرة من قوة الين بخط متقطع، وللكم الذي تحتويه من قوة اليانغ بخط متصل على الشكل التالي:
وقد تم جمع هذين الرمزين في أزواج للدلالة على اختلاف ما تحتويه الظاهرة من هذين الكمين، ونتج عن ذلك أربعة رموز هي كل الاحتمالات لاجتماع خطين متصلين أو متقطعين أو مختلفين:
ولكن التعقيد الذي يميز اجتماع الكموم أدى إلى إضافة خط ثالث إلى كل زوج من هذه الأزواج، ونتج عن ذلك ثماني مجموعات هي كل الاحتمالات الممكنة لاجتماع ثلاثة خطوط:
ثم التقت هذه المجموعات كل اثنتين في واحدة، ونتج عن ذلك أربعة وستون رمزا هي كل الاحتمالات الممكنة لاجتماعها، وهذه الرموز هي صور لكل ما يجري في السماء وعلى الأرض. ولكن هذه الصور ليست ثابتة بل متحولة، ويمكن أن ينقلب خط واحد سالب إلى خط موجب لكي يقع التغير في المجموعة، كما هو الحال في هاتين المجموعتين:
تحتوي المجموعة الأولى اليمنى على ستة خطوط سالبة، وهي تمثل الأرض المتلقية، كما تمثل فصل الخريف عندما تكون قوى الطبيعة هاجعة، ولكن تغيرا حصل في الخط المتقطع العلوي، وحوله إلى خط متصل أدى إلى ظهور المجموعة اليسرى التي تمثل الرعد والحركة المحرضة في باطن الأرض عند تبدل الفصول.
وحدة الأضداد
ينتج التغير الدائم على مستوى الكون والطبيعة والإنسان ثنائيات تؤلف نسيج الكون، وهذه الثنائيات على كونها نقائض وأضداد، إلا أن تناقضها أشبه بتناقض قطبي المغناطيس اللذين لا وجود لأحدهما إلا بالآخر؛ ولذلك فإن الفكر التاوي والصيني عموما، يرى إلى الأقطاب في توازنها وتعاونها لا في صراعها. فالوجود ينجم عن العدم، والعدم يتخذ معناه من الوجود، وكذلك الأمر في ما لا يحصى من الثنائيات. يقول لاو تسو في الفصل 2:
يرى الجميع في الجميل جمالا؛ لأن ثمة قبحا.
Página desconocida