Capítulos de filosofía china
فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس
Géneros
أهي زهرة ساقطة
تخفق بأوراقها عائدة إلى غصنها؟
آه! إنها فراشة. •••
اللص
تركه وراءه:
القمر في النافذة.
في مقابل تأكيد التاوية على كل ما هو طبيعي وتلقائي في الإنسان، فإن الكونفوشية تؤكد على واجباته الاجتماعية، وهي صياغة نظرية للدور الذي لعبته مؤسسة العائلة الفلاحية في النظام الاجتماعي والسياسي للصين. لقد كان على المزارعين وسادتهم أيضا قضاء حياتهم على الأرض التي تشكل مصدر رزقهم، وكان على أفراد العائلة الواحدة العمل معا في تكاتف وتعاون؛ وهذا ما أدى إلى نشوء النظام العائلي الصيني، الذي ربما كان أكثر النظم العائلية إحكاما وتعقيدا في العالم، وعليه بني النظام الاجتماعي برمته. فمن بين صيغ العلاقات الاجتماعية التقليدية الخمس التي تعبر عن واجبات وحقوق كل فرد، هنالك ثلاث منها تنتمي إلى العائلة وهي: علاقة الأب بالابن، علاقة الأخ الأصغر بالأخ الأكبر، وعلاقة الزوج بالزوجة. أما الصيغتان الباقيتان فشبه عائلية، وهما علاقة الفرد بأميره، التي نظر إليها دوما على أنها صورة للعلاقة بين الأب والابن. وعلاقة الصديق بالصديق التي نظر إليها دوما على أنها صورة للعلاقة بين الأخوين في العائلة.
هذه العلاقات الاجتماعية-العائلية كانت الموضوع الرئيسي لتعاليم الفلسفة الكونفوشية التي نظرت إلى المجتمع على أنه صورة موسعة عن العائلة، وهذه العائلة الموسعة لا تقتصر على الأحياء فقط، بل وعلى الأموات أيضا؛ ذلك أن الكونفوشية أعطت زخما لعبادة الأسلاف المترسخة منذ القدم، والتي نشأت عن الدور المركزي الذي تتمتع به العائلة في المجتمع الزراعي؛ فالسلف الأول هو رمز وحدة العائلة، وأرواح الأسلاف على الرغم من انتمائها إلى مستوى آخر للوجود، إلا أنها تبقى قريبة من العائلة، وتمد أفرادها بالعون عند الحاجة وتحميهم من الأخطار، وإليها يقدم الصيني قرابينه الرئيسية. واليوم، وعلى الرغم من تحول الصين إلى مجتمع صناعي متقدم، إلا أنني خلال سنوات إقامتي في العاصمة بكين، كنت كلما خرجت من مسكني عشية عيد الأسلاف، وجدت شابا (أو فتاة) على كل مفرق طريق جالسا على الأرض يوقد نارا لأسلاف العائلة، وخلفه سيدة عجوز ترعى الطقس وهي في جلسة صمت وتأمل.
لم تغد الفلسفتان التاوية والكونفوشية بمثابة الاتجاهين الرئيسيين في الفكر الصيني إلا بعد فترة طويلة من التطور، وخلال ثلاثة قرون فيما بين القرن الخامس وأواخر القرن الثالث قبل الميلاد، لم تكونا سوى مدرستين بين عدة مدارس متنافسة.
في المدارس الفلسفية
Página desconocida