الحرام، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال: نعم. وسألها الشيخ: هل تقبلين به زوجًا؟ قالت: نعم.
فدعا بعمها ودعا بشاهدين وعقد العقد، ودفع المهر عن التلميذ، وقال له: خذ بيد زوجتك.
فأخذ بيدها، أو أخذت هي بيده فقادته إلى بيتها، فلما دخلته كشفت عن وجهها فرأى شبابًا وجمالًا، ورأى البيت هو البيت الذي نزله. وسألته: هل تأكل؟
قال: نعم.
فكشفت غطاء القِدْر فرأت الباذنجانة، فقالت: عجبًا! من دخل الدار فعضّها؟
فبكى الرجل وقصّ عليها الخبر، فقالت له: هذه ثمرة الأمانة، عففت عن الباذنجانة الحرام فأعطاك الله الدار كلَّها وصاحبتَها بالحلال.
* * *
أما القصة الأخرى فلعل الطرافة فيها أكثر من المنفعة منها، وهي واقعة أعرف أشخاصها وظروفها، هي أن شابًا فيه تُقى وفيه غفلة طلب العلم، حتى إذا أصاب منه حظًا قال الشيخ له ولرفقائه: لا تكونوا عالة على الناس، فإن العالم الذي يمدّ يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير، فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل بها، وليتّقِ الله فيها.
وذهب الشاب إلى أمه فقال لها: ما هي الصنعة التي كان أبي
1 / 21