Capítulos sobre cultura y literatura

Cali Tantawi d. 1420 AH
161

Capítulos sobre cultura y literatura

فصول في الثقافة والأدب

Editorial

دار المنارة للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Ubicación del editor

جدة - المملكة العربية السعودية

Géneros

الإجمالي ظاهر، والإعراب يوضّح المعنى التفصيلي؛ فإذا كانت كلمة «الكبرى» مفعولًا به للفعل «رأى» يكون المعراج هو أكبر المعجزات الظاهرة بعد القرآن (لأن فيه خَرْقًا لقانون عام من قوانين الوجود التي سَنّها موجِدُه)، وإن كانت صفة لكلمة «آيات» كان المعنى أنه رأى واحدة من الآيات الكبرى. وفي القرآن آيات لا يكاد يُفهَم المراد منها إلا بشيء من الإعراب، كقوله تعالى: ﴿وَرَهْبَانِيّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إلاّ ابْتِغَاءَ رِضْوانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِها﴾، ويكون المعنى أنهم ابتدعوها ابتغاء مرضاة الله، ما كتبها الله عليهم، ثم ما رعوها حق رعايتها. وآيات إذا اختلّ إعرابها نقلَت قارئها من الإيمان إلى الكفر، كقوله تعالى: ﴿إنّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلمَاءُ﴾ (١). * * *

(١) الفاعل في الآية متأخّر (العلماءُ) وحركته الضمة لأنه مرفوع، ولفظ الجلالة في موقع مفعول به متقدم وعلامة إعرابه الفتحة لأنه منصوب. ولو أن قارئًا حرّك هاء لفظ الجلالة بالضمّ وفَتَح آخر «العلماء» لصار المعنى أن الله يخشى العلماءَ من عباده، تعالى الله علوًّا كبيرًا. وهذا الانحراف الفظيع في المعنى جاء كله من استبدال ضمة بفتحة وفتحة بضمة، فانظر إلى خطورة الإعراب في تغيير المعاني، ثم استمع إلى محدّثي البرامج وخطباء المنابر، عامتهم إلا القليل منهم، يتوجَّعْ قلبُك وتأسَ على لغة استباحها كل واحد بغير حساب. حتى الذين يَدْعُون إلى الإسلام، والعربيةُ لغة القرآن كتابِ الإسلام، ضاعت العربية بين أيديهم وعلى ألسنتهم، فعليها السلام! (مجاهد).

1 / 166