قرآنَه من أدب فارس ويونان ومن كاذب الأساطير؟ تعالى الله عمّا يقول الكافرون عُلوًّا كبيرًا.
وإذا لم يكن القرآن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا من جهة فارس ولا من جهة يونان، وكان من تصنيف محمد ﷺ، وكان قد اقتبسه من التوراة ومن آداب الأمم ومن أساطيرها، فكيف خفي ذلك على أسلافك من أنصار حرية الفكر، من اليهود والنصارى والمجوس والزنادقة وكل عدوّ للإسلام خصيم للقرآن، فلم يؤلف فيه أحدٌ ولم يُثبته حتى جاء تلميذك هذا فكتبه، لتكافئه الدولة على كفره بدينها الرسمي وطعنه بقرآنها بإعطائه شهادة الدكتوراة، وتسليمه أبناء المسلمين ليلقّنهم هذه الآراء على أنها علم وفضل، وأن الذي لا يحفظها ويعيدها يوم الامتحان يرسب في صفه إنْ طفا الطلاب؟!
وحرية الفكر؟ ما حرية الفكر يا هذا؟ كيف تفهمها؟ أكلما طاف برأسك طائف من هوى أثْبتَّه على الورق وخرجت به مزهوًّا على الناس، وقلت: هذي حرية الفكر؟
أما إنه ليجيء في فكري أنا الآن كلام عنك، لولا أني لم أعرض هذه المقالة على الأستاذ الزيات، وأني أخاف أن يغضب إن حططت عليك بثقلي، لقلته فما تركتك تستطيع أن تمشي في الجامعة أو تتراءى للطلاب ... فارتقبه، فكل شيء له أوان، وما أنت بمعجز الله في الجامعة وقد أهلك فرعون وهامان وأبا جهل.
وما لك تكره أن أسبّك بعلم، وتسب أنت الله عَدْوًا بغير علم؟ ولا تحب أن أقول في كتابك الذي لفَّقْتَه كلمة الحق،
1 / 57