فذكر الدين، أو نطق بكلمة الخُلُق، أو قال: حلال وحرام، فهو رجعي من الرجعيين.
وإن قالوا: نحن «اشتراكيون»، فقولوا: نعم، ولكنكم لا تعرفون من الاشتراكية إلا أنكم تشتركون جميعًا في التقليد القردي لأهل أوربا، وأنكم لا تعرفون الحق من الباطل إلا بدمغتها عليه، فما قالوه لكم قلتموه، وما وضعوه في رؤوسكم كررتموه تكرير الببغاوات واجتررتموه كالبقر! أما «الاشتراكية» فما رأينا عندكم منها إلا اسمها، تتجملون به في خطبكم ومباحثكم، وتتخذه أحزابكم الهزيلة شبكة تصطاد بها الأصوات يوم الانتخاب!
وإن قالوا: «الروح الرياضية»، فقولوا: نعم، ولكن رياضتكم جسد مكشوف بلا روح، والرياضة رياضة النفس قبل رياضة الجسم، وروحها التعاون بإخلاص، والإقرار بالحق، وأن لا يزدهيك النصر ولا تحطمك الهزيمة ولا يداخلك اليأس، وأن يكون عليك من نفسك رقيب يحاسبها قبل أن تحاسَب، وأن يكون لك من إرادتك قيد لشهواتك ... فأين أنتم من هذا كله، وأنتم بطّاشون عند الظفر، خَوّارون عند الصدمة الأولى، قد تعبّدَتكم شهواتكم وتحكمت فيكم غرائزكم، ثم إنكم مختلفون متباغضون متحاسدون، لا تعرفون من التعاون إلا أنه كلمة تنطق بها ألسنتكم وتكذب بها أفعالكم؟
وإن قالوا: «المساواة بين الجنسين»، فقولوا: نعم، وسوف نَسُنّ قانونًا يوجب أن يحبل الرجل مرة وتحبل المرأة مرة، ويُرضع سنة وترضع هي سنة، وبذلك يتساوى الجنسان ويجتمع
1 / 52