صاح دارتانيان وهو يهجم على الرجل بوحشية: «لا بد لي من ذلك الخطاب.»
صاح الرجل مذعورا من أن تكون هذه آخر لحظة في عمره: «سأذهب، سأذهب.»
زحف الرجل الجريح نحو زميله وهو يرتعد فرقا من الموت، فلما أبصر دارتانيان الرعب يطل من عيني ذلك الرجل، والدم الذي ينزف منه، أشفق عليه.
قال دارتانيان وهو ينظر إليه شزرا: «قف، سأريك الفرق بين الشجاع والجبان. ابق حيث أنت، وسأحمل عنك عبء هذه المخاطرة.»
أخذ دارتانيان يراقب بحذر حركة الحراس، متخذا من الحفر والصخور ساترا له، حتى وصل في أمان إلى حيث يرقد الجندي الثاني.
كان على دارتانيان أن يعمل أحد شيئين: إما أن يفتش الرجل حيث هو، وإما أن يحمله ويعود به، متخذا إياه درعا، ثم يفتشه في الخندق.
وبدون تردد، قرر دارتانيان الخطة الثانية. وبعد أن رفع الرجل على كتفيه، بلحظة، أطلق الحراس النار.
شعر دارتانيان بثلاث طلقات، على الأقل، تصيب الرجل، وبذا أنقذ حياته من كان سيفقده إياها.
عاد دارتانيان إلى الخندق سليما، فأنزل الجثة، وفتش في جيوبها.
وجد دارتانيان الخطاب في جيب داخلي، فقرأه، فإذا به:
Página desconocida