أصول الإنشاء والخطابة

Muhammad Tahir Ibn Ashur Tunisi d. 1393 AH
2

أصول الإنشاء والخطابة

أصول الإنشاء والخطابة

Investigador

ياسر بن حامد المطيري

Editorial

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٣ هـ

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الحمد لله منشئ الخلق ومعيده، وواهب البيان لراغبه ومستزيده، والصلاة والسلام على رسوله الذي أيده بمعجزِ القرآن، وأرسله بالبينات وأنزل معه الكتاب والميزان، وعلى آله وأصحابه أفضلُ مَنْ فَرَعَ المنابر، وسطَّرت فخرَه الأقلامُ في الدفاتر، أما بعد: فإن مزية فن الإنشاء قد ترجَمَتْ عنها كثرةُ مطالبيه، ونباهة شأن النابغين فيه، كيف وهو الذي يُفصِحُ به المرءُ عما يريد من المقصِد، وطالما كفى قلمَ الكاتب مُهِمَّهُ فما ضرَّه أن لا يُهَزَّ المهنَّدُ. وقد كنت أمليتُ على بعض المتعلمين عُجَالةً تُلِمُّ بالمهم من أغراضه إلماما، وتَرِيشُ لقُنَّاصِ شوارده سِهَاما، وتمكِّنُ بأيديهم لصِعَابه زِمَاما، تجنبتُ فيها طريقة جمهور المؤلفين في هذا الفن؛ إذ ملؤوا كتبهم بمسائل علم المعاني والبيان، وربما تجاوزوا إلى بقية علوم اللسان، وتركوا جانب المسائل الخاصة بهذا الفن ظِهْريًّا، إلا قليلًا منها لا يفيد المطالع كمالًا أدبيًّا، وقد تلقَّفوا ذلك الصنيع، فتابع المتأخرُ المتقدمَ وتشبَّه فيه الظالعُ بالضَّليع، والعذرُ للمتقدِّمين منهم: أنَّ علم الأدب لم يكن في عصرهم منخولًا بعضُ فنونه من بعض، أما المتأخرون فإنما

1 / 45